شيخنا العزيز,,,
فسر لنا هذه الآيتين ,,,
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) النساء – آية 3.
(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)النساء – آية 129.
صدق الله العلي العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كان العرب الجاهليون كثيروا الحروب و الغارات فيكثر فيهم الأيتام فكان الأقوياء يأخذون يتامى النساء و أموالهن فيتزوجون بهن و يأكلون أموالهن الى أموالهم و لا يتعاملون معهن بالعدل و ربما أخرجوهن من بيوتهم بعد ما أكلوا أموالهن فيصبحن بلا مال يرتزقن به و لا راغبٍ يرغب في أن يتزوج بهن فاستنكر القرآن الكريم هذا الظلم بحقهن بآيات تنهى عن أكل أموال اليتامى و تجعل أكلها أكلاً للنار في البطون و .. فخاف المسلمون و أخرجوا اليتامى من بيوتهم لئلا يُبتلوا بأموالهم و التفريط في حقهم و من أمسك يتيماً أفرز حقه من الطعام و الشراب و إذا فضُل من طعامهم شيء لم يقتربوا منه حتى يفسد فوقعوا من ذلك في الحرج فسألوا رسول الله صلى الله عليه و آله عن ذلك فنزل قوله تعالى ( و يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير و إن تخالطوهم فإخوانكم و الله يعلم المفسد من المصلح و لو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم ) فأجاز لهم أن يؤوهم و يمسكوهم إصلاحاً لشأنهم و إن يخالطوهم فإخوانهم ففرج عنهم غمهم ، فبعد أن قال و آتوا اليتامى أموالهم .. ترقى في أمرهم و أمرهم بأن يتقوا أمر اليتامى و أن لا يتبدلوا أموالهم الخبيثة بأموال اليتامى الطيبة و أن لا يأكلوا أموالهم الى أموالهم أنفسهم فخاطبهم : حتى أنكم إذا خفتم أن لا تقسطوا في اليتيمات منهم و لم تطب أنفسكم أن تنكحوهن فدعوهن و تزوجوا نساءاً غيرهن ما طاب لكم مثنى و ثلاث و رباع فالمعنى أنه إن لم تطب أنفسكم بنكاحهن للخوف من عدم القسط فلا تنكحوهن و انكحوا نساءاً غيرهن …
و هناك تفاسير أخرى للآية منها أنهم كانوا يحتاطون كثيراً في اليتامى على العكس من أمر النساء فكانوا يتزوجون الكثير منهن بلا رعاية العدل بينهن فقال تعالى إن كنتم تخافون أمر اليتامى فخافوا أمر النساء أيضاً فليقتصر زواجكم بهن بعدد محصور من زوجة واحدة الى الأربع و ذلك فيما إذا كنتم تتعاملون معهن بالعدل و إلا فواحدة . . .
هذا بشأن الارتباط بين خوف عدم القسط في اليتامى و نكاح النساء مثنى و ثلاث و رباع في الآية الأولى ، و أما العدل ففي الآية الأولى تعني العدل في التصرف معهن و أداء حقوقهن فعلى من له أكثر من زوجة واحدة أن يعدل بينهن في أداء حقوقهن و معاشرتهن ، و أما الآية الثانية فتتحدث عن العدل في الحب القلبي لهن فهذا خارج عن إراد الانسان عادة ً فهو لا محالة يحب بعض نسائه أكثر من البعض الآخر و لكن يلزمه أن لا يخرجه شدة حبه لإحداهن عن العدل في المعاملة و المعاشرة مع الأخريات فيذرهن كالمعلقات فلا تكون لا كالمتزوجة فتستمتع من حياتها الزوجية و لا كالخلية و الأرملة التي تتمكن من أن تتزوج ..
بارك الله فيك شيخنا
ولكن ما رأيك في قول بعض الرجال بأن الزواج من الثانية والثالثة والرابعة أمرالله،، وشررع الله،،،
الله حلل الزواج بأربعة الذي قال ذلك هو الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وممارسة النبي محمد صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم سلام،،،
مارايك في قولهم هذا!!!!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
التحليل مقيد برعاية العدل بينهن لا مطلقاً فلا يجوز ــ من حيث الحكم التكليفي ــ التعدد مع عدم رعاية العدل .