سلام عليكم شيخنا العزي

لماذا تكرار السلام في زيارة وارث و زيارة عاشورا

 و كذلك تكرار كلمة وارث

 فلماذا لم يقل يا وارث الأنبياء

_____________________________________

[٢/١١ ٨:١٠ م] ayoob j: 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

لولا التكرار لكانت الزيارة جملة واحدة ،  فالتكرار يوجب البقاء في الحالة المعنوية الحاصلة بالزيارة التي هي ارتباط بين الانسان و مجاري فيض رب العالمين و هو  – أي هذا الارتباط – موجب لتربية الانسان معنوياً ،  مضافاً إلى أنه بتكرار السلام يتم بيان معارف إلهية و توحيدية أخرى تلي السلام  و لولاه لما عرف الناس تلك المعارف ، و لما عرفوا شخصية المزور  أيضاً  ،  و في زيارة وارث عندما نذكر أنه وارث آدم ثم نَصِفُ آدم بأنه صفوة الله و كذا سائر الموارد فإننا نبين بذلك أن الحسين عليه السلام إما أنه قد نال تلك المقامات و الدرجات أو بلغ آثارها و بركاتها و وهو واجد للكمالات المؤهلة لها من دون تحققها بنفسها كالنبوة حيث أنها خُتمت بخاتم النبيين ،  فنقول : إن الحسين بلغ و نال آثار و بركات النبوة وإن لم يكن نبياً بل هو واجد لمقام الولاية التي يترتب عليها مقام الإمامة التي هي أعلى من النبوة ،  و بالنسبة للمقام الذي وصل إليه آدم بكونه صفوة الله فقد ورث الحسين عليه السلام  ذلك المقام ،  و القرب الذي ناله نوح بنبوته قد ورثه – أي ذلك القرب – الحسين عليه السلام من دون أن يكون نبياً ،  كما ورث مقام الخلة التي  وصل إليها إبراهيم و … ،  و لهذا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عن أمير المؤمنين عليه السلام : ” من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه و إلى نوح في عبادته و إلى إبراهيم في خلته و إلى موسى في هيبته و إلى عيسى في زهده  و إلى يحيى في ورعه فلينظر إلى علي ابن أبي طالب “،  و نظير ذلك وارد عن صاحب الأمر عليه السلام و عجل الله تعالى فرجه الشريف حينما يخرج و يسند ظهره إلى الكعبة يخاطب أهل العالم قائلاً :  ” يا معشر الخلائق ألا من أراد أن ينظر إلى آدم و شيث فها أنا ذا آدم و شيث ألا من أراد ينظر إلى نوح و ولده سام فها أنذا نوح  و سام ..  ” الخ  و معلوم أنه عليه السلام و عج لايقصد أنه شخص آدم و شيت و نوح و… بل هو جامع كمالات الجميع فهو عصارة الفضائل و الكمالات و هو وحده أمةٌ و لكن أمة من الأنبياء و المرسلين لا من عامة الناس  و …  و خلاصة الكلام أن لرسول الله و أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين مقام جمعية الصفات الممكنة للمخلوقات ، بل كل صفة كمالية جمالية أو جمالية يتصف بها أحد الخلائق من الأنبياء و المرسلين و الملائكة المقربين و غيرهم فالنبي الخاتم و أهل بيته عليهم السلام متصفون بها و لكن في درجة أعلى فإذا كان الأنبياء يعلمون الغيب بتعليم من الله تعالى فهم عليهم السلام يعلمون الغيب في مراتب أعلى مما يعلمه سائر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام و في نطاق أوسع فيعلمون ما لا يعلمه هؤلاء مضافاً إلى ما يعلمه هؤلاء الأنبياء ،  و إذا كانوا قادرين على التصرف الولائي في الكون بإذن الله و تمكينه جل و علا فقدرة المعصومين من الأمة الختمية على التصرف الولائي في الكون بإذنه تعالى أقوى و دائرة هذه القدرة أوسع ، و إذا كانوا قد بلغوا المدارج العالية من العبودية لله تعالى فالنبي والأئمة عليهم السلام قد بلغوا عليا درجاتها و كذا في سائر الصفات الكمالية من الرضا و التسليم و اليقين  و .. ، بل لا يقاس بهم عليهم السلام أحد  – و هو مستفاد من روايات كثيرة لفظاً أو معنىً و مضموناً كما لا  يخفى على من راجع الروايات التي تتحدث عن فضائلهم و كمالاتهم عليهم السلام ، و يكفينا ما ورد في مقارنة علم آصف بن برخيا الذي جاء بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان إليه ،  بعلم أمير المؤمنين عليه السلام … بل يستفاد ذلك من القرآن أيضاً حينما يحصر  العصمة والطهارة  بأهل البيت عليهم السلام في آية التطهير  مع أننا نعلم أن الأنبياء عليهم السلام أيضاً معصومون فلا معنى للحصر إلا إرادة حصر هذه الدرجة من العصمة بهم عليهم السلام و بهذا الاعتبار و غيره نقول أنه لا يمكن شمولية آية التطهير لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث لم يدّعِ أحدٌ عصمتهن فكيف بعلیاها بل الآيات القرآنية أيضاً تنفي أصلها فكيف بعلیاها – ..  

   فإذا تبين ذلك تبينت الحكمة في تكرار السلام و الكلمات المتشابهة في الزيارات المأثورة حيث أنه بكل مرة تذكر لنا صفة لهم و تبين فضيلة أخلاقية و كمالاً خلقياً أو وجودياً أو ..  و لا يمكن إيصال كل ذلك إلى عامة الماس بجملة واحدة بل يعجز الكثيرون من معرفة ذلك بهذا التكرار أيضاً فحسبون أنه مجرد تكرار للسلام بذكر أسماء مختلفة  و….