سلام عليكم شيخنا العزيز
لماذا امير المؤمنين(ع) اهتم بغسل وتكفين النبي ولم يذهب الى ذلك الاجتماع الذي كان سيحدد مصير الامة الاسلامية والحكومة
هل ان التكفين كان اولى من مصير الحكومة والسلطة ام لا؟
ولكم جزيل شكر والامتنان شيخنا العزيز
____________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يكن الأمر دائراً بين التغسيل و الذهاب لتحديد مصير الأمة فإن الأنصار كانوا قد اجتمعوا و قرروا أن يجعلوا للمسلمين خليفة و حاكماً من أنفسهم ثم التحق بهم بعد ذلك بعض المهاجرين و قد كان هؤلاء أيضاً قد قرروا إخراج الخلافة من البيت النبوي و العلوي فذهاب أمير المؤمنين عليه السلام و عدم ذهابه سيّان فكان ذهابه لغواً مضافاً إلى استلزامه بقاء الجسد الطاهر على الأرض و هتك حرمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فجميع ما كان يريد أن يقوله أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك المجلس و كل ما كان يريد فعله قد قاله و فعله فيما بعد فامتنع عن البيعة و احتج على القوم و استدل بملاك استدلال هؤلاء – أي القرابة – و بكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أحقيته و ناشد القوم و …. فلم يؤثر فيهم شيء من ذلك من الناحية العملية مع أن استدلالاته كانت قوية متقنة غير قابلة للرد و كان القوم يقرون أحياناً بما يقوله عليه السلام و يستدل به و يعترفون بأهليته للخلافة و أحقيته بها و لكن إنما كان ذلك بالكلام دون الأفعال ، و نفس النتيجة كانت ستحصل لو كان يذهب إلى ذلك الإجتماع مضافاً إلى بقاء الجسد الطاهر على الأرض المستلزم لهتك حرمة ذلك النيِّر الأعظم ، فلو كان قد ذهب لكان أمره دائراً بين مجرد الإستدلال على أحقيته و ذكر ما يوجب اليقين بذلك فإن قبلوا فقد تحقق المقصود – و كان يعلم بعدم تحققه – و إلا لزم الصبر ، و بين سل السيف و محاربة القوم ، و الثاني كان سبباً لتفرق و تمزق الأمة و هدم الدين الذي استقر بدماء الشهداء و أوذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأجله بما لم يؤذَ بمثله نبي و.. و هذا نقض للغرض فكان من الضروري أن يختار الشق الأول و هو قد اختاره من دون الذهاب إلى ذلك الإجتماع و بذلك حافظ على حرمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً …
موفقين لكل خير
أيوب الجعفري