بسم الله الرحمن الرحيم
وردني استفسار من أحد الإخوة يقول فيه : لما طلبوا من رسول الله ترك الدعوة قال قولته المعروفة ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك )
كيف تنازل الامام علي عن الإمامة اذا أيقنا ان منصب الإمامة منصب الاهي ؟؟
الرسول لم يتنازل عن منصب الاهي و علي تنازل
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
* لم يتنازل الإمام عليه السلام عن حقه بل لم يَثُر و لم يقم بثورة و ذلك لأجل الحفاظ على أصل الدين فالأمر كان دائراً بين الثورة و القيام المسلح الذي كان مؤداه زوال أصل الدين و بين الصبر و الاكتفاء ببيان حقه و المحاجة و إبقاء الدين بذلك فكان الواجب هو الثاني كما أمره رسول الله صلى الله عليه و آله ، فرسول الله الذي لم يتنازل عن الدعوة هو من أ مر أمير المؤمنين عليه السلام بالصبر .. و غير خافٍ عليكم أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال مقالته الشهيرة التي أشرتم إليها في وقت لم يكن قد استقر الدين فتركُ الدعوة كان تركاً لأصل الدين بينما كان صبر أمير المؤمنين عليه السلام بعد استقرار الدين و الحكومة الإسلامية فالصبر موجب لبقائه ، فكان الواجب هو الصبر ، و بعبارة أخرى : الظروف هي التي تحدد نوعية التكليف فقد يكون الصبر سبباً لزوال الدين فيجب القيام و يحرم الصبر و قد يكون الصبر سبباً لبقاء الدين فيجب الصبر و يحرم القيام ..
موفقين لكل خير
أيوب الجعفري