مستفسرٌ من المؤمنين :
الكل يقدر انه يثبت الإمامة عقلا ونقلا ومن الكتاب وقول النبي
* بس إثبات أصلية وحتمية الإمامة بالمنظور الشيعي لا تثبت بالنص الصريح ولا العقل المتحرر من كل تبعية
* عذرا شيخنا أرسلت كلامك لأحد الاخوه وهذي جوابه كان ..
* عذرا انا ناقل لكلامه .
—- —- —- —- —- —- —-
* إذا تمكن كل أحد من إثبات الإمامة بالعقل و النقل و من القرآن الكريم و قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالمفترض أن يكون من البديهيات أو الأمور النظرية التي يمكن معرفتها بأدنى تأمل و .. فليست ضرورة الإمامة معضلة لا يمكن إثباتها ..
* و أما ما كان موضوع الكلام هو أنه هل يمكن إثبات ضرورة أصل الإمامة بالعقل أم لا ؟ و ليس البحث حول إثبات مصاديق الإمامة بالعقل بل كان كلام السيد الحيدري عدم إمكان إثبات أصل الإمامة بالعقل فجاء الجواب بما أرسلته لكم ، نعم العقل لا يثبت نبوة النبي أيضاً بل يثبت أن النبوة ضرورة و لا يمكن عدم بعث النبي لمنافاته لكونه تعالى الكمال المطلق و لحكمته و لغرض التكوين و التشريع و .. نعم إذا صدر من مدعي النبوة معجز ثبتت نبوته و سيدرك العقل نبوته لأن المعجزة برهان على النبوة لأن المعجزة تعني الخارق للعادة و ما لا يتمكن من الإتيان به إلا من له ارتباط بعالم الملكوت و ما وراء الطبيعة و بقوة ربانية خارقة ، و بما أن النبوة أيضاً ادعاء لخارق العادة و الارتباط بعالم الملكوت و ما وراء الطبيعة فإذا صدر منه ما هو خارق لها ثبتت نبوته التي هي أيضاً من خوارق العادة لأن حكم الأمثال فيما يجوز و فيما لا يجوز واحد .. و نفس الأمر صادق على الإمامة أيضاً فإن الإمامة ثابتة بالضرورة العقلية بالأدلة العقلية المذكورة و غيرها – كما اعترف المستشكل أيضاً – ، و بما أن الإمامة بالمنظور الشيعي منصب إلهي و للإمام ارتباط بعالم الملكوت و معصوم و علمه لدنّي أي من لدن الله تعالى كما ورد في قوله تعالى : ” و علمناه من لدنا علماً ” فإذا صدرت منه كرامات و خوارق للعادة أدرك العقل كونه إماماً و قد ثبت صدور الخوارق للعادة من الأئمة عليهم السلام و النقل بذلك كثير جداً و قد فاق حدّ التواتر بحيث يحصل اليقين بصدور بعضها على أقل تقدير ، فالعقل يثبت ضرورة الإمامة بطريق مباشر و إمامة الأئمة عليهم السلام بشكل غير مباشر …
و أما القول بأن الإمامة بالمنظور الشيعي لم تثبت بالنقل فغير صحيح فإن الأدلة الدالة على الإمامة و إمامة الأئمة و عصمتهم الكبرى التي لها مدخلية في الإمامة في المصطلح الكلامي بل هي من عناصرها و كذا سائر العناصر الدخيلة فيها ، كثيرة جداً ، فيكفينا جعل الولاية الإلهية لهم في آية الولاية و الأمر بطاعتهم بقول مطلق في آية طاعة أولياء الأمور و إثبات العصمة العليا لهم في آية التطهير و حديث الثقلين ، و آية المباهلة المثبتة لكون أمير المؤمنين نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم و كون علي مع الحق و الحق معه يدور حيثما دار و أنه مع القرآن و القرآن معه يدور حيثما دار و … ناهيك عن رواياتنا الكثيرة التي تصرح بالإمامة و صفاتها و صفات الإمامة التي لا تكون إلا في الإمام بالمصطلح الشيعي و قد صرحت بأسمائهم عليهم السلام … .
أيوب الجعفري
______________________________
المستفسر :
الأشكال لديهم انه أصل من أصول الدين مثل الحج. .النبوة….الصلاه …وغيرها لها دليل واضح عباره عن آيات ثابتة محكمة في القرآن فكيف نثبت الأمامه بآية واضحه محكمة. ..وعلى حسب الأخ انه لاتوجد آيه محكه عن الأمامه (طبعا نتكلم عن منظور الأمامه عند الشيعه )
والأشكال الثاني أنه حتى أحاديث الشيعه لاتوجد بها أحاديث صحاح وحبذا ذكر كتاب جمع فقط 10 أحاديث صحيحه (على حسب قوله )
—- —- —- —- —- —- —-
* أولاً إذا قبلتم بأنه بمقدور الجميع إثبات الإمامة لزم أن تكون أدلتها المحكمات فأن ما يمكن إثباته من قِبَل كل أحد فلا بد أن يكون دليله من المحكمات قطعاً لا المتشابهات ..
* و ثانياً ليست الإمامة بمنزلة الصلاة و الصوم و الحج فإن هذه الواجبات من فروع الدين ، بل الإمامة من الأصول سواء قلنا بأنها من أصول الدين أو أصول المذهب على الخلاف ، و الأدلة الشرعية و الروايات التي تثبت الإمامة بالمنظور الشيعي كثيرة و فيها الصحاح و الروايات المعتبرة – مع أن المتواتر لا يحتاج إلى سند – و قد كتب أستاذنا المعظم الشيخ التبريزي قدس سره الشريف كتيباً جمع فيه بعض الروايات الصحيحة الدالة على الأئمة و الإمامة …
أيوب الجعفري
______________________________
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾
شيخنا هذي الآيه أليست صريحا تدعوا لأخذ الدين من الآيات القرآنية المحكمة
—- —- —- —- —- —- —-
نعم يلزم أخذ الدين من المحكمات و لكن يلزم معرفة معنى المحكمات و المتشابهات ، فالمتشابه ما اشتبه علمه على جاهله فإذا لم يشتبه علمه على شخص فليس من المتشابهات لذلك الشخص و لهذا نقول أن المتشابهات نسبية فمن الممكن أن لا يكون في القرآن متشابه أصلاً لشخص كالنبي و أهل البيت عليهم السلام و قد تكون عشر آيات مشابهة لأحد كبار المفسرين و قد تكون هناك خمسون آية متشابهة لمتوسط في العلم و قد يكون هناك شخص عامي لا يفهم من القرآن إلا مأة آية فتكون الآيات الأخرى جميعها متشابهة له .. فلا يتمكن من لا يعرف معنى الآية أن يستدل بها على مطلوبه و لكن من يعرف معنى الآية و لو بالإستعانة بالآيات الأخرى أو بالروايات المأثورة فلا مشكلة في الإستدلال .. و ليكن معلوماً أنه ليس المقصود من المتشابه المطلقات و العمومات من الآيات فإن هذه الآيات – العامة و المطلقة – موجودة في المسائل الفقهية أيضاً مع أنه يلزم التمسك بالمحكمات في الفقه بل لا توجد آية فقهية متشابهة و لم يقل أحد أن قوله تعالى : ” أقيموا الصلاة ” مثلاً من المتشابهات ، مع أننا لا نفهم من هذه الآية إلا وجوب الصلاة و أما أجزاؤها و شرائطها و موانعها و قواطعها و كيفيتها و أحكام الشكوك فيها و .. فلا يمكن استفادتها من ظاهر هذه الآية و أمثالها و إنما نلجأ إلى الأدلة الشرعية الأخرى لمعرفة تلك التفاصيل و مع ذلك لا نقول أن تلك الآية متشابهة ، و كذلك فيما نحن فيه فالآية تأمر بطاعة أولي الأمر و تدل على أن لهم الولاية كما أنها لله و للرسول و قد جعلهم إلى جانب الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، و نحن نعلم بأنه لا يمكن أن تكون طاعة من يعصي الله و يأمر الناس بالمعصية واجبة بل طاعته من المحرمات قطعاً فلا يمكن أن يكون المقصود من أولي الأمر الذين جعلهم الله أولياء في آية و أمر بطاعتهم في آية أخرى عموم الحكام و إلا لوجبت طاعتهم و إن أمرونا بمعصية الله و في هذه الحالة إن أطعناهم فقد عصينا الله لأنهم أمرونا بالمعصية و إن عصيناهم فقد عصينا الله تعالى أيضاً لأنه أمرنا بطاعتهم و نحن عصيناهم ففي كلتا الحالتين نكون عصاة فلا يمكن أن يكون المقصود عموم الحكام لأنه يلزم منه هذا المحذور – مضافاً إلى جهات أخرى – فهذه الآية من هذه الجهة محكمة و ليست متشابهة ، و أما من جهة المصاديق فلا معنى للقول بأن الآية متشابهة لأن المصداق لا دخل له في المعنى و إنما يبين لنا من ينطبق عليه هذا المعنى فإذا ذكره القرآن بصريح العبارة أخذنا به و إلا رجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و هو قد بين لنا أن من يجب طاعته هو أمير المؤمنين عليه السلام و هناك الكثير من الروايات التي تدل على أن علياً هو إمام المؤمنين و إمام كل مؤمن و مؤمنة بعد النبي و أنه و أهل البيت أعلم الناس فلا تعلموهم و أنه عليه السلام أقضى الناس و أنه مع الحق و الحق معه يدور حيثما دار و هو معنى العصمة و .. ، و قد رفع النبي صلى الله عليه و آله و سلم يده في واقعة الغدير و قال أن الله و رسوله أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أقر المؤمنون بذلك ففرّع عليه ولاية علي عليه السلام و قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فماذا نريده أن يقول أكثر من هذا و أين التشابه في هذا الكلام ، و لو قلنا أن التشابه يسري إلى المصاديق أيضاً فأين التشابه في هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و هل رفع يد غيره عليه السلام فاشتبه علينا الأمر و .. كما أن حديث الثقلين خير شاهد على لزوم التمسك بالكتاب و العترة و أنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم و ..
* و المتشابهات عادة تكون في الآيات التي تتطرق لصفات الله و أفعاله تعالى فعلينا أن نرجعها إلى المحكمات كي نفهم معناها إن كنا من أهله و إلا كان علينا الرجوع إلى أهل الخبرة كما أن على أهل الخبرة الرجوع إلى المعصومين عليهم السلام إذا لم يتمكنوا من معرفة تأويلها ، فالآيات التي تذكر مجيء الرب أو يد الله أو سمعه و بصره و .. تعد من المتشابهات للبعض لأنهم لا يتمكنون من إرجاعها إلى المحكمات من قبيل قوله تعالى : ” ليس كمثله شيء ” و قوله جل و علا : ” لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير ” و لهذا يحمل الآيات المذكورة على التجسيم و عوذاً بالله تعالى مع أن الجسمية تنافي وجوب الوجود فإن الجسم مركب و المركب محتاج إلى أجزائه و إلى من يركّب تلك الأجزاء فليس الوجود له ضرورياً بل يصبح ممكن الوجود الذي يعطيه الوجود غيره و يكون مسبوقاً بالعدم فلا يكون أزلياً و .. و لكن إذا تمكن العالم العاقل من معرفة هذه الأمور و ما هو أدق منها و تمكن من إرجاع تلك الآيات إلى آيات محكمات تمكن من معرفة أنه لا يمكن أن يكون جسماً لأنه لو كان جسماً كان له مثلٌ و قد نُفي ذلك ، و لكان قابلا لإدراك الأبصار له و قد نفاه القرآن الكريم و .. فيلزم تجريد المجيء عن نواقص عالم المادة و تفسيره بما يتناسب و المجرد المطلق فليس المجيء هو الحركة من محل إلى محل و إلا لزم مضافاً إلى ما أشرنا إليه أن يكون محاطاً بالمحل و أن يكون المحل محيطاً به فيكون محدوداً و المحدود ليس أزلياً و لا مجرداً و لا منفياً عنه المثل لأنه مثل سائر الموجودات في المحدودية و التركب و … تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فهذا هو المتشابه لمن لا يعرف المعنى لا بعقله و لا بإرجاع الآيات المذكورة إلى المحكمات التي هن أم الكتاب الذي يجب إرجاع سائر الآيات إليها ، فالأم هو الأصل كما هو المرجع و المقصد و هو مأخوذ من أَمَّ بمعنى قَصَدَ فقوله تعالى : ” فأمه هاوية ” يعني مقصده هاوية ، كما أن آمّین في قوله تعالى : ” و لا آمّين البيت ” إسم فاعل و هو جمع آمّ و أصله آمِمٌ على وزن فاعل و معناه قاصدٌ فقوله و لا آمين البيت يعني القاصدين للبيت .. كما أن الوالدة تسمى بالأم لأنها مقصد الأولاد و إليها يرجعون في أمورهم و شؤونهم في أفراحههم و أحزانهم و .. فالمحكمات هن أم الكتاب و مرجع المتشابهات فيلزم للعارف بالقرآن أن يُرجعها إلى المحكمات إن قدر و إلا فعليه التوقف فيها و التمسك بالمحكمات فقط و الرجوع في المتشابهات إلى أهل القرآن و هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدرجة الأولى و الراسخون في العلم بعده صلوات الله عليهم أجمعين ..