السلام عليكم سماحة الشيخ ورحمة الله وبركاته
المعذرة .. ان سمحتم لنا بشيء من وقتكم
البعض يستشكل في اطلاق لفظة الروح.. على المعصومين ‘ع’ ويرفضها على انها ميتة في اعتقاده .. وبان المعصومين احياء ويصر على هذا الاعتقاد .. ولا نعلم عن جهل او عن علم هذا الاصرار….
وذلك على سبيل المثال عند اهداء الختمات القرانية (مهداة لروح وضريح سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء وام البنين عليهما السلام)
فكيف نرد عليهم وما قول سماحتكم في ذلك؟
وجزيتم عنا خير جزاء المحسنين.
ونسألكم الدعاء
_____________________________________-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا إشكال في اطلاق الروح عليهم صلوات الله علیهم ، فالإنسان الحي أيضاً له روح و جسم بل حقيقة الإنسان بروحه لا جسمه فإن الجسم في حالة تغير مستمر و ما يكون حافظاً لوحدة وجود الإنسان هو الروح و إلا فلو كانت حقيقته الجسم لكان هذا الإنسان بعد عشرة أعوام إنساناً آخر لأنه قد تغير جميع أجزاء و خلايا جسمه خلال هذه الفترة … فالإنسان و هو في الدنيا له جسم و روح فيمكن أن نتحدث عن روحه و نخبر عنه و ندعو له .. هذا أولاً
و ثانياً إن الأئمة عليهم السلام و إن كانوا أحياء و لكنهم أحياء بالحياة البرزخية و لهم إشراف على عالم الدنيا و على المكلفين لأنهم شهداء الأعمال ، فهم عليهم السلام أحياء بالحياة البرزخية لا الدنيوية و لهذا يقول القرآن الكريم: ” إنك ميت و إنهم ميتون ” و يقول عز من قائل: ” و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم .. ” فالموت عن الحياة الدنيا متحقق للنبي و الأئمة عليهم السلام إلا صاحب الأمر الذي لا زال حياً و سيبقى كذلك إلى أن يقيم الدولة الإسلامية العالمية إن شاء الله تعالى ، و الموت عن الحياة الدنيا لا يعني الفناء بل يعني الانتقال إلى نشأة أخرى تكون الحياة فيها أقوى من الحياة الدنيا ، لا سيما إذا كان الميت من شهداء الأعمال فحياته البرزخية أقوى من حيث الذات و الآثار .. و في تلك النشأة أيضاً يكون الإنسان مركباً من جسم و روح إلا أن الجسم مثالي برزخي و ليس مادياً عنصرياً كما في الدنيا بل يشبه الجسم الذي نراه في عالم الرؤيا و الذي يقول الفلاسفة أنه مجرد عن المادة دون المقدار .. و إذا كان كذلك جاز و صح الإخبار و التحدث عن الروح و إن كان روح المعصومين عليهم السلام …
و ثالثاً قد ورد في بعض الأدعية و الزيارات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ، ورد السلام على أرواح الأئمة عليهم السلام ففي الصلوات الواردة بعد صلاة الفجر و بعد صلاة العصر من يوم الجمعة نقول : ” اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته ” و في بعض الزيارات : ” و السلام على أرواحكم و أجسادكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ” و في زيارة الإمام الحسين عليه السلام : ” صلى الله على روحك الطيبة و جدك الطاهر ” و .. فلا مشكلة في اطلاق الروح عليهم سلام الله عليهم …