سلام عليكم شيخنا العزيز 🌹
.
ما الفرق بين الشبهة الموضوعية و الشبهة المفهومية؟
في الفقه، أي الواردة في الرسالة العملية
_________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشبهات التي يتطرق لها الفقهاء و الأصوليون كثيرة و من جملتها الشبهة الموضوعية قبال الشبهة الحكمية، و منها الشبهة المفهومية قبال الشبهة المصداقية …
فالشبهة المصداقية هي ما يشتبه فيها كون فرد ما من أفراد و مصاديق طبيعة ما ، و كان منشأ الشبهة و الشك هو اشتباه الأمور الخارجية لا المعنى و المفهوم فإذا قال المولى أكرم الفقير و شككنا في زيد هل هو فقير أم لا و كان منشأ الشك هو الجهل بحاله بمعنى أننا نعرف مفهوم الفقر و لكن لا نعلم أن زيداً ممن ينطبق عليه ذلك المفهوم أم لا لأننا لا نعلم بوضعه المالي ، فالإشتباه في الشبهة المصداقية ينشأ من اشتباه الأمر الخارجي ..
و الشبهة المفهومية هي ما ينشأ الإشتباه فيها من كون المفهوم مجملاً فالمفهوم الذي وقع موضوعاً للحكم الشرعي أو متعلقاً للحكم الشرعي مجملٌ فمثلاً لو قال المولى الغناء حرام و لكن كان مفهوم الغناء مجملاً بحيث لا نعلم هل هو الصوت الذي فيه ترجيع أم أنه الصوت المطرب أو الذي فيه ترجيع و يوجب الطرب.. ، أو قال أكرم الفقير و لم نعلم هل الفقير هو من لا يملك قوت سنته أو من لا يملك قوت يومه ، أو قال ” فتيمموا صعيداً.. ” و اشتبه علينا مفهوم الصعيد هل هو مطلق وجه الأرض أو خصوص التراب و… و أمثلة ذلك كثير في الفقه – و تجدر الاشارة إلى أن الشبهة المفهومية قد يكون الشك فيها لأجل أن للمفهوم معنيين أو عدة معاني مختلفة و أحياناً متباينة كالقروء في آية الطلاق أو لأجل أن للمفهوم معنيين أحدهما أعم من الآخر بنحو العموم و الخصوص المطلق كما في الصعيد أو الفقير الذين أشرنا إليهما ..
و الشبهة الحكمية هي ما اشتبه فيه الحكم الشرعي التكليفي كالوجوب و الحرمة أو الوضعي كالطهارة و النجاسة و الشرطية و الجزئية و المانعية و… ، و الشك في الشبهات الحكمية أحياناً ينشأ من فقد الدليل الشرعي و أخرى من إجمال الدليل الشرعي و ثالثة من تعارض الأدلة الشرعية ، و الأمثلة كثيرة كالشك في نجاسة عرق الجنب من الحرام أو الشك في طهارة أهل الكتاب أو الشك في حرمة العصير العنبي المغلي أو الشك في وجوب صلاة الجمعة في عصر الغيبة أو الشك في جزئية السورة للصلاة أو ..
و الشبهة الموضوعية هي ما يكون الشك في كون الموضوع الخارجي مصداقاً للموضوع الكلي الذي ورد عليه الحكم الشرعي فمثلاً لو قال ” الخمر حرام ” فنحن نعلم الحرمة و لا نجهل بالموضوع و هو الخمر و لكن نشك في مائع خارجي هل هو من مصاديق الخمر ليكون حراماً أم أنه خل ليكون حلالاً فالشك يكون في المورد الجزئي الخارجي يعني أن الشك في حرمة هذا المائع الخارجي ينشأ من الشك في كونه خمراً أم لا فيكون الشك في أنه هل تحقق موضوع الحرمة أم لا و هل كلي الخمر منطبق على هذا المائع الخارجي أم لا ..