السلام عليكم شيخنا الفاضل
وردني هذا السؤال من أحد الأخوة المؤمنين:
هل من حق المسلم أن لا يعتنق مذهب ؟ ويبقى دينه الإسلام ؟!
______________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يمكن العمل وفق الدين من دون اعتناق مذهب خاص فمثلاً في مسألة الصلاة ماذا سيفعل ؟هل سيأتي بالصلاة و مقدماتها – كالوضوء – وفقاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام أو وفقاً لمذهب أبي حنيفة أم … أم وفقاً لجميع المذاهب فيكرر الصلاة و الوضوء و الغسل و… بعدد الخلاف الموجود في المذاهب؟ فهل هو قادر على رعاية هذا الأمر في جميع التكاليف ؟
هذا مضافاً أن المسألة لا تنحصر بالعمل بالتكاليف الشرعية بل الأهم من ذلك هو البعد العقدي فهل الإمامة من الأصول التي يلزم الإعتقاد بها أم لا ؟ و من المعلوم أن المنجي يوم القيامة هو الإيمان و العمل الصالح معاً لا الإيمان وحده و لا العمل الصالح وحده – كما تصرح الآيات القرآنية بذلك – فإذا كانت الإمامة أصلاً من أصول الدين لزم الاعتقاد و الإيمان بها و إن لم تكن كذلك لزم عدم الإعتقاد و الايمان بها كأصل من أصول الدين ، فماذا سيفعل في مسألة العقيدة هل يؤمن بالإمامة أم لا ؟ و من المعلوم عدم امكان الشق الثالث هنا بمعنى أن يجمع بين الأمرين لأنه اجتماع للنقيضين ، فمن الممكن أن يحتاط في العمل بالإتيان بالوظيفتين كما تبين مع أن تطبيق ذلك في جميع التكاليف موجب للمشقة الشديدة التي لا تحتمل بل يستحيل أحياناً ، و لكن في العقيدة لا يمكن الاعتقاد بأمر ما و عدم الاعتقاد به ، فيبقى الشقان الأولان ، فإن اعتقد بالامامة و آمن بها على أنها أصل من أصول الدين فقد اختار مذهب أهل البيت عليهم السلام وإن اختار عدم الاعتقاد و الإيمان بها فقد اختار مذهب غيرهم ، فلا يمكن أن يكون مسلماً و لا ينتمي إلى مذهب خاص …
أيوب الجعفري