شيخنا الفاضل .. اﻵية و إذ أخذ ربك .. علمنا أن الحدث كان فى عالم الذر و نعلم أن ﻻ أحد من الخلق يتذكر تلك الشهادة من رب العالمين فكيف تكون حجة على الخلق فى يوم القيامة و كأن تلك الحادثة لم تمر عليهم اصلا .. و كيف يحاسبون بحدث فى عالم الذر قبل الخلقة و الوجود فى عالم الدنيا .. أفيدونا يرحمكم الله … موفقين

______________________________________

 سلام عليكم ورحمة الله وبركاته و تقبل الله أعمالكم .. 

عالم الذر محل خلاف فهل هو عالم كان قبل عالم الدنيا و قد أُخذ الميثاق من البشرية هناك أم أنه عالم الفطرة فالميثاق الفطري موجود في كل إنسان فقد جُبِّلَ الجميع على التوحيد في مختلف أبعاده و هذا قابل للإحتجاج لأن الجميع مفطورون عليها : ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ” ،  و أما إذا قلنا بأن هناك عالماً آخر يسمى بعالم الذر غير الفطرة الانسانية فنقول أن النسيان لا يُخرج الحجة عن كونها حجة كما أنه إذا اقترض شخص مبلغاً من المال فنسي حيث لا يكون نسيانه رافعاً لمسئولية أداء القرض ،  فإذا ذُکِّر لزمه الأداء و قبول المسؤلية و نحن سنتذكر يوم القيامة كل شيء فستتم الحجة علينا ،  كما أنه من الممكن أن نقول أن الميثاق المأخوذ منا في عالم الذر هو ميثاق التوحيد و أن لا نشرك بالله تعالى و الله تعالى قد أودع فينا الفطرة التوحيدية المذكِّرة بالتوحید الذي قد أخذ الله علينا ميثاقه بأن نوحده و لا نشرك به و ليس المهم هو نفس عملية أخذ الميثاق بل المهم موضوع الميثاق و هو التوحيد ،  فإذا كان عالم الذر منسياً لنا فالفطرة المذكِّرة بالتوحيد موجودة فلا يتمكن أحد من أن يقول لا أتذكر ميثاقاً …