احد الاخوة يسأل
السؤال اذا يعرفون مكانتهم لم كل هذا البغض لآل البيت ؟ ..
احدهم رد عليه بهذا المقطع من حوار الامام الحسين يوم عاشوراء
ثم توجّه نحو القوم وقال: ويلكم على مَ تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟ فقالوا: نقاتلك بغضاً منّا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين
ما هو جوابكم على السؤال شيخنا
احد الاخوة يسأل:
االسؤال اذا يعرفون مكانتهم لم كل هذا البغض لآل البيت ؟ ..
______________________________
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلم بمكانة شخص ما لا يمنع من بغضه بل قد يؤدي إلى البغض الأعمق حسداً و تكبراً ، ألم يكن إبليس يعلم بأن آدم عليه السلام أشرف منه ؟ و إذا لم يكن يعلم من نفسه فكان يعلم بإخبار الله تعالى و لم يكن إبليس و لا يمكن أن يكون ممن لا يعلم بأن إخبار الله جل و علا عين الواقع ، و مع ذلك حسده و استكبر و أبى أن يسجد لآدم أو لله لأجل الشكر بوجود و خلق آدم عليه السلام ، و هذا الأمر له نظائر كثيرة فالكفار و المشركون بمشاهدة معاجز الأنبياء يحصل لهم العلم و اليقين بصدقهم و أنهم على الحق و لا يدعون إلا إلى الحق و مع ذلك : ” و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلماً و علواً ” ، و كذا بالنسبة لأهل الكتاب حيث هاجروا إلى الجزيرة العربية ليروا النبي الخاتم الذي بُشِّروا به من قِبَل أنبيائهم عليهم السلام فيؤمنوا به و يكونوا من أصحابه و لكن : ” لما جاءهم ما عرفوا كفروا به ” بل و حاربوه و تآمروا عليه مع أنهم كانوا يعرفونه كنا يعرفون أبناءهم حسب تعبير القرآن الكريم .. كل ذلك يدل على أن مجرد العلم بكون شيء حقاً و صدقا و كون شخص ذا مقام و مكانة لدى الله تعالى لا يكفي في الإيمان به و اتباعه و طاعته ناهيك عن الإمتناع من محاربته ، بل يحتاج ذلك إلى تهذيب النفس و إزالة حب الدنيا و الحسد و الكبر و .. من القلب ليدخل الإيمان فيه فإن الإيمان ليس بالقول و لا بمجرد العلم بل يلزم أن يدخل في القلب و يتحقق التصديق القلبي الداعي إلى العمل و الالتزام بما نعلم به و قد قال تعالى : ” و قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم … “
و هذا هو الواقع في قضية الإمام الحسين عليه السلام حيث أن هؤلاء لو كانوا مؤمنين حقاً و لم يكن ما يرونه مجرد علم و إطّلاع على ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم لما قاموا بما قاموا به ، بل نقول أن مثل هذا المنقول عنهم يدل على أن هؤلاء لم يكونوا من الشيعة المؤمنين بولاية أهل البيت عليهم السلام كما يروٍّج له البعض ، فكيف يمكن أن يكون من الشيعة المؤمنين بولايتهم عليهم السلام و مع ذلك يقتلون الامام الحسين عليه السلام بغضا لأبيه و هم يقرون بذلك و يقولون أننا نقتلك بغضاً لأبيك ، و هم من خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام بشيعة آل أبي سفيان و هم أو آباؤهم قد صرخوا و تصارخوا بقولهم : ” واسنة عمراه ” و ذلك عندما أراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يمنعهم من إقامة صلاة التراويح حيث أن إقامة الصلاة المندوبة جماعةً بدعةٌ .. فهل يمكن التفوه بأن هؤلاء كانوا من الشيعة أو من المؤمنين ، فحتى قبول خلافة أمير المؤمنين عليه السلام من قِبَل بعضهم قد كان من باب كونه الخليفة الرابع ، و المؤمنون بالولاية لا يرون ذلك بل يرون أن علياً هو الخليفة الأول و بلا فصل للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم – و قد أشرنا إلى ذلك في بعض الأجوبة .. و هناك شواهد أخرى من كلام سائر القوم و منهم شمر بن ذي الجوشن يدل على ما أشرنا إليه … –
فإذن يلزم أخذ أمثال ما نقلتم و ما تمت الإشارة إليه في هذا الجواب ، دليلاً على عدم تحقق الإيمان لا سيما بولاية أهل البيت عليهم السلام و بذلك يتبين أن غرابة في أن يعلموا بمكانة أهل البيت عليهم السلام و مع ذلك يحاربوهم …
موفقين لكل خير
أيوب الجعفري
يوم الإثنين ١٤ جمادى الثانية ١٤٣٨ هـ ق
الموافق ۱۲ / ۳ / ۲۰۱۷ م