السلام عليكم ورحمة الله
مأجورين
شيخنا في بعض الرسائل العملية ومن ضمن الحديث في مستحبات وآداب النكاح الدعاء بطلب الولد الذكر وهذا أكيد مستقى من الروايات
ولكن شيخنا ماالحكمة أوالعلة لذلك ؟
الايعتبر هذا نوع من التمييز والتحيز لجانب الذكر عن الإنثى ؟!
بالنسبة لي لا أشك في وجود حكمة ولو كانت خافية
ولكن لو أستشكل علي بذلك كيف أجيب ؟
______________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
* لا فرق بين الذكر و الأنثى و لكن أحياناً الشخص نفسه يحب أن يحصل على ولد ذكر فالروايات تدله على طريقة ذلك لا لأجل التمييز الجنسي أو التحيز للذكر بل لأجل أن الشخص نفسه يحب ذلك ، و قد يكون الشخص لديه أولاد إناث و ليس لديه ولد ذكر يتولى أمر العائلة و يحل محل الوالد في مرضه و عند موته و.. فكانوا يطلبون من الأئمة عليهم السلام أن يعلموهم ما يفيدهم في ذلك …
أيوب الجعفري
______________________________________
إذن لماذا يذكر استحباب طلب الولد الذكر ؟
مع العلم إن ماذكرتم يصدق في حق الأنثى أيضاً
______________________________________
نعم يصدق في حق الانثى أيضاً و لكن غالبية الناس من القدم و إلى يومنا هذا يرون أن الولد الذكر أنفع لهم من حيث كونه عوناً للعائلة في وقت الشيب و كونه مظهراً لقوة العائلة و … ، و كان الكثير منهم عندما يُبشَّرون بالأنثى يحزنون و قد يصدر منهم ما يدل على عدم رضاهم بتقدير الله تعالى فمن الممكن أن الأئمة عليهم السلام كانوا يعلمون الناس دعاء طلب الولد الذكر و يقولون باستحبابه لتجنيبهم عما يوجب السخط و عدم الرضا بتقدير الله تعالى و لهذا نجد أنهم عليهم السلام يقولون باستحباب طلب الذكور و لكنهم عليهم السلام من جهة أخرى كانوا يذكّرون الناس بفضل الإناث و أن أجر و ثواب تربية البنات أكثر بكثير من الذكور ففي الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ” خير أولادكم البنات ” و عن الصادق عليه السلام أنه قال : ” البنات حسنات و البنون نعمة ، و إنما يُثاب على الحسنات و يُسأل عند النعمة ” و عنه عليه السلام : ” من عال ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين حجبتاه من النار “ و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” من كانت له ابنة واحدة كانت خيراً له من ألف حجة و ألف غزوة و ألف بدنة و ألف ضيافة ” و الروايات في هذا المجال كثيرة ، فكما أننا بمشاهدة هذه الروايات لا نقول بأن الاسلام منحاز للبنات و يقدمهن على الأبناء كذلك عندما يعلمنا دعاء و عملا لطلب الولد الذكر و يجعله أمراً مستحباً ، علينا أن لا نقول أنه انحياز للأبناء و .. فإن لأحكام الله تعالى حِکَماً و مصالحَ واقعيةً لا يعلمها إلا أهلها من المعصومين عليهم السلام ، نعم قد يستنبط أحد بعض الحِکَم بالتأمل و التدبر في الروايات و أحياناً بتطور العلم و الكشف عن أمور كانت خفية على البشر في العصور المتقدمة و… ، و فيما نحن فيه ، الروايات – على ما أفهم و يبدو لي – تريد إيجاد التعادل و التوازن في حب الناس لأولادهم و ترجيحهم لهم فمن جهة تعلمهم الدعاء و العمل المفيد في طلب الذكور ويجعل ذلك أمراً مستحباً و من جهة تبين فضل البنات و ثواب تربيتهن و…
هذا كله من جهة البعد المتعلق بالناس أنفسهم و تعلقاتهم القلبية و إيجاد التوازن فيها بهذه الطريقة ، و أما جهة الكمال و كذا من ناحية النفع الحقيقي للوالدين فالأمر مختلف تماماً فإن القرآن و الروايات متطابقان و متفقان على أن الملاك و الميزان في القرب إلى الله تعالى و درجة الانسان عنده جل و علا هو الكمالات و الخصال الأخلاقية التي يكتسبها الإنسان لا الذكورة و لا الأنوثة فـ ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” و ” من عمل صالحاً من ذكر و أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ” و : ” إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات والقائمين و القانتات و … أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ” … و من حيث النفع : ” آباؤكم و أبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً.. ” و النفع الحقيقي ما ينتفع به الانسان لآخرته و قد بينت الروايات أن ثواب تربيةالبنات أكثر بكثير من تربية الأولاد .. و كذا ما ينتفع به الوالدان بعد مماتهما حيث أن الانسان ينقطع عمله بموته إلا عن ثلاث ولد صالح يدعو له و صدقة جارية و علم ينتفع به كما في الروايات ، فإن كان الذي يدعو لوالديه الإبن فهو الأنفع لهما وإن كان الداعي لهما البنت فهي الأنفع ….