شيخنا الجليل يعطيكم العافية 

في البعض يسأل ويقول الشيعه لا تملك 10 أحاديث صحيحه (بالنسبه للشيعه) ويتحدوا أن نوجد لهم فقط 10 أو كتاب أحاديث منقح؟ ؟؟

وماهي شروط صحه الحديث عند الشيعه

______________________________________

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

إذا كان المقصود الأحاديث الواردة بشأن الشيعة في جميع المجالات الفقهية و الأخلاقية و العقدية فهناك آلاف الأحاديث الصحيحة و المعتبرة و إن كان المقصود في الجانب العقائدي بشكل عام فهناك المئات من الأحاديث المعتبرة و إن كان المقصود الروايات الواردة في إثبات الإمامة فقط فهناك العشرات من الأحاديث المعتبرة في إثبات إمامة كل إمام إمام و عشرات الأحاديث المعتبرة التي تثبت إمامة الأئمة بشكل عام أو بذكر جميعهم معاً و قد ألّف المرجع الدیني الراحل الشيخ التبريزي قدس الله نفسه الزكية كتابا مستقلا في الأحاديث الصحيحة و المعتبرة في إمامة كل إمام … فهذه الإلقاءات إنما هي شبهات يلقيها هؤلاء على عامة الناس ممن لا علم لهم بالأحاديث كي يشككوهم في عقيدتهم  في حين أن المذهب الإمامي غني بالأدلة القاطعة العقلية و النقلية – كتاباً و سنةً  بل و من أهل السنة أنفسهم أيضاً – لإثبات عقائده عامةً و الامامة بشكل خاص ،  وقد تطرقنا لبعض تلك الأدلة في بعض أجوبتنا على الأسئلة و الشبهات الواردة ،  و من جملة الأحاديث التي رواها كلا الفريقين بطرق معتبرة و بألفاظ مختلفة حديث الإثني عشر إماماً  :” لا يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى يكون فيهم اثنى عشر اماماً كلهم من قريش ” و في صحيح البخاري ج ٨ ص ١٢٧: ” عن جابر بن سمرة سمعت النبي صلى الله عليه ( و آله)  و سلم يقول : ” يكون اثنا عشر أميراً ،  فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي أنه قال : كلهم من قريش ” و بهذا المضمون روايات متعددة من طرقنا و طرق إخواننا و لا نريد ذكر ما ورد من طرقنا و يكفينا ما نقله أهل السنة في صحاحهم كالبخاري و كذا صحيح مسلم ج ٦ ص ٣ و ما بعدها و سنن أبي داود ج ٢ ص ٣٠٩  و…  و هم قد ارتبكوا في تطبيق الأئمة الإثني عشر حيث لا يوجد مصداق دقيق لذلك إلا ما تعتقده الشيعة … 

و أما الكتاب المنقح فإن كان المقصود كتاباً يُذكر فيه الأحاديث الصحيحة و المعتبرة فقط فأولاً نحن في غنىً من ذلك و يكفينا وجود أخصائيين يميزون الصحيح المعتبر من غيره ،  و ثانياً ملاك وميزان الصحة و الضعف مُخْتَلَفٌ فيه في بعض الموارد بين العلماء فمن الأحاديث ما يراه البعض معتبراً و البعض لا يراه كذلك فيلزم وجود جميع الأحاديث كي يستفيد منها الجميع و يعمل كلٌ وفق الأسس التي يرتئيها في اعتبار الأحاديث ،  و ثالثاً كثير من الأحاديث تروي لنا الثواب و أحيانا الثواب العظيم على كثير من الأعمال الصالحة ، و من جهة أخرى هناك روايات معتبرة تسمى بأخبار من بلغ و مضمونها أنه إذا بلغ الانسانَ ثوابٌ على عمل فعمله رجاء ذلك الثواب كان له ذلك و إن لم يكن على ما بلغه ، و كثير من الأحاديث  التي تنقل الثواب في المستحبات ضعيفة السند فلو حذفناها حُرم الناس من تلك المثوبات العظيمة التي يحتاج إليها الانسان يوم القيامة فهناك ” فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية و…  ” فلا معنى لتنقيح الكتب الروائية بهذه الطريقة ..  و رابعاً الكتب التي يُدّعى أنها منقحة من أهل السنة تتضمن ما لا يقبلونه هم بأنفسهم أيضاً فليس لديهم كتاب منقح فإن كان هذا إشكالاً كان وارداً عليهم أيضاً مع أننا لا ندعي ذلك و هم يدعون وجود كتاب بل كتب منقحة لديهم ،  و تفصيل ذلك يتطلب ذكر المصاديق و هو خارج عن هذا المختصر… 

دعواتكم  .. 

أيوب الجعفري