سهم السادة 

 https://youtu.be/33u1ZGsOJ6s

 سلامٌ عليكم شيخنا..  ✋🏻

يرجى إبداء رأيكم حول ما ورد في هذا المقطع 

_______________________________

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

كلامه غير دقيق و غير علمي و لا يشبه الإستدلال الفقهي ، فروح القرآن لا ينافي جعل شيء من الخمس أو سائر الأموال للسادة الفقراء كما لا ينافي جعل حصة من الزكاة للفقراء من غيرهم ، و قد صرح الفقهاء بأن شرط استحقاق السادة لسهم السادة هو الفقر لا مطلقاً ، كما جُعلت الزكاة لسائر الفقراء ( نعم قد كان من القدماء من يقول بعدم اعتبار الفقر في اليتامى من الهاشميين كالشيخ الطوسي قدس سره القدوسي في المبسوط لعموم الآية و لأنه لو كان معتبراً لكان داخلاً في الفقراء و لم يكن سهماً مستقلاً قبالهم إلا أن المحقق الحلي يرد عليه في المعتبر بأن الفقر معتبر لأن الخمس جبر و مساعدة فيخص به أهل الخصاصة .. إلخ ، و لو افترضنا أن جميع القدماء كانوا يقولون بكون سهم السادة لمطلق السادة – و ليس الأمر كذلك – فالمعاصرون لا يقولون بذلك و كم لذلك من نظير حيث أن المتأخرين كثيراً ما يختلفون في آرائهم مع القدماء و باب الإجتهاد مفتوح عندنا ..) مضافاً إلى أن كون شيء روح القرآن الكريم أولاً لا يمكن إثبات حكم شرعي عام به فإن ذلك ليس من الأدلة و الحجج التي يمكن التمسك بها لإثبات الأحكام الشرعية لأن كون شيء روح القرآن يختلف بحسب الأنظار و بحسب الرؤى الفكرية لمختلف الأشخاص و العلماء و المجتمعات و .. فلا يمكن القطع بأن هذا روح القرآن مضافاً إلى أنه إنما يصار إلى أمثال هذه الاستنتاجات فيما إذا لم يكن دليل خاص يدل على حكم يخالف ما يُدّعى أنه روح القرآن ، فحتى لو ثبت كون شيء روح القرآن لم نتمكن من المصير إليه و التمسك به لإثبات حكم شرعي مع وجود نص شرعي دال على خلاف ذلك فكيف بما إذا كان ما یُدّعى أنه روح القرآن أمراً فضفاضاً قابلاً لاحتمالات كثيرة و ادّعاءات متنوعة … و ثانياً و على افتراض إثبات ذلك فهو قاعدة عامة و يمكن تخصيصها أو تقييدها لأجل ملاكات و مصالح خاصة عرفناها أم لم نعرفها .. 

و أما كون الفضل و الكرامة عند الله بالتقوى فليست التقوى سبباً لاستحقاقات مادية حتى يقال بأن تخصيص سهم للسادة منافٍ لكون الكرامة بالتقوى ، فالتقوى سبب للكرامة عند الله و القرب إليه تعالى و الأجر و الثواب الأخروي لا استحقاق سهم من المال فلا مدخلية لذلك في استحقاق سهم مالي و عدم استحقاقه  ..

 هذا كله مع أن القرآن يصرح بأن الخمس لله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و أبناء السبيل ، و الروايات تدل على أن المقصود من اليتامى و المساكين و أبناء السبيل هم هذه الأصناف من ذرية الرسول صلى الله عليه وآله و سلم .. و الغريب أنه يقول أن الفقر لم يكن سبباً لاستحقاقهم سهمَ السادة بل الملاك نفس كونهم سادة في حين أن صريح الآية هو استحقاق المساكين و أبناء السبيل و اليتامى فالمساكين معلومٌ أنهم الفقراء – سواء قلنا بأنهم أسوأ حالاً من الفقراء كما هو المشهور أم قلنا بالعكس كما عليه البعض – و أبناء السبيل أيضاً هم من فقدوا أموالهم في السفر فليس لديهم مال للرجوع إلى أوطانهم – و إن لم يكونوا فقراء في أوطانهم إلا أنهم حالياً و لفقدهم أموالهم محتاجون إلى مال ليصرفوه على أنفسهم حتى يرجعوا إلى أوطانهم ، و أما اليتامى فالمقصود على رأي كثير من الفقهاء ، الفقراء منهم لا مطلق يتامى السادة كما أشرنا  

                      أيوب الجعفري 

ليلة الخميس ٢١ شعبان المعظم ١٤٣٨ هـ ق 

الموافق ۱۸ / ٥ / ٢٠١٧ م