سلام عليكم ..
البعض يقول أنه من الممكن تفسير القرآن الكريم من قبل أي مسلم مكلف عالمٍ باللغة على أساس أن الله أتى بالقرآن ليفهمه جميع المسلمين .. فماذا تجيبونه ؟ ماهي المجالات العلمية التي يجب أن يعلم بها الفرد حتى يكون مؤهلاً لتفسير القرآن ؟
_____________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تبين الجواب بما ذكرناه فإن العوام يمكنهم معرفة ظاهر القرآن و لا بأس بذلك إذا كانوا عارفين باللغة العربية و دقائقها الأدبية و البلاغية ، و أما المعارف الدقيقة فلا يتيسر فهمها لكل أحد لا سيما تلك المعارف التي تبتني على مقدمات عقلية لا يعرفها إلا من درس العلوم العقلية خصوصاً في الأبحاث التوحيدية ، فهذا يحتاج إلى التخصص ، كما أن اللطائف القرآنية تحتاج إلى لطافة الباطن و صفاء القلب ، و كذا الحقائق المختصة بالمعصومين لا يمكن معرفتها بمعرفة اللغة العربية: ” و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم ” فمعرفة اللغة شرط ضروري في معرفة القرآن و لكنها ليست كافيةً بل كل مرحلة و مرتبة من مراتب القرآن يتطلب مرتبة من العلم و المعرفة ، و اللغة إنما تكفي لمعرفة معاني الألفاظ لا الدقائق العلمية و لا اللطائف المعرفية و لا الحقائق الخفية على غير المعصومين عليهم السلام .. هذا مضافاً إلى أن في القرآن آيات محكمات و اُخر متشابهات ، و فيه آيات ناسخة و أخرى منسوخة ، و آيات مطلقة أو عامة و أخر مقيدة أو مخصصة أو أن مقيداتها و مخصصاتها واردة في الأحاديث المعتبرة و … و عشرات بل مئات المقدمات و المبادئ الذي يتوقف عليها معرفة ظواهر القرآن و هي مجهولة لمن عرف اللغة العربية و لم يكن متخصصاً في علوم الحديث و الرجال و الدراية و … ، ناهيك عن إشاراته و لطائفه و حقائقه …