السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جناب الشيخ تقبل الله أعمالكم

هل هناك روايات تدل على أخذ العهد على الأمم السابقة بالإيمان بنبوة خاتم الانبياء صَلِّ الله عليه وآله وكذلك الإمامة لأهل البيت عليهم السلام

واذا كانت موجودة هل هناك امكانية تزويدنا بها وبمصادرها؟

وفقكم الله لما فيه الخير

____________________________________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

من البديهي أن يكون قد اُخذ عليهم العهد و الميثاق فإن من جملة الضروريات وجوب الإيمان بجميع الأنبياء و وجوب الانتقال من الدين السابق إلى الدين اللاحق فيما إذا أتى نبي جديد من أنبياء أولي العزم فجاء بدين و شريعة جديدة مدعومة بمعجزات و براهين لا يمكن إنكارها و … و مع ذلك  هناك آيات و روايات تدل على بشارة الأنبياء السابقين بخاتم النبيين صلى الله عليه وآله و عليهم أجمعين بل على لزوم إيمان الأنبياء أنفسهم عليهم السلام به صلى الله عليه وآله وسلم كما في قوله تعالى : ” و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم  لتؤمنن به و لتنصرنه ،  قال ءأقررتم و أخذتم على ذلك إصري قالوا أقررنا فاشهدوا و أنا معكم من الشاهدين ” – آل عمران ٨١ – .. 

   كما أن هناك آيات تدل بالملازمة على ضرورة إيمان أهل الكتاب بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله كقوله تعالى : ” و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم و كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ،  بئسما اشتروا  به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده … ” – البقرة ٨٩ و ٩٠  – فلولا وجوب الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم و لولا أخذ العهد عليهم بذلك لما هاجروا إلى جزيرة العرب قبل البعثة النبوية ليدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً و لما كان معنىً للاستفتاح بمجيء النبي صلوات الله عليه و آله على الكفار ثانياً،  و لما كان وجه للقول بأنه لما جاءهم ما عرفوا كفروا به ثم لعنهم لأجل ذلك ثالثاً ، و لما كان وجه للقول بأنهم كانوا يعرفون هذا النبي و دينه رابعاً  و … 

 

    و يقول في سورة المائدة أن بعض أهل الكتاب من النصارى كانوا يبكون عند سماع ما أنزل على النبي و ذلك لمعرفتهم بأنه الحق : ” و إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيص من الدمع مما عرفوا من الحق و يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ” – المائدة ٨٣ – و قال تعالى في سورة البقرة الآية ١٤٦ : ” الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم و إن فريقاً منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون ” و قريب من هذه الآية ما ورد في سورة الأنعام الآية ٢٠ و  يصرح هناك بخسرانهم لعدم إيمانهم ،  فلولا وجوب الإيمان بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم و وجود العهد عليهم بالإيمان به لما كان داع لبيان خصوصيات النبي صلى الله عليه وآله لأهل الكتاب من قبل الأنبياء السابقين ليعرفوه كمعرفتهم أبناءهم بل لو كان الواجب بقاءهم على أديانهم السابقة لما ذكروا لهم شيئاً من خصوصيات النبي الخاتم لئلا يقترب أحد منه و لئلا توسوس نفس البعض بالإيمان به فيؤمن به فيخرج عن دينه الذين وجب عليه البقاء عليه  و … مضافاً إلى ما بشّر به المسيح بالرسول الذي يأتي بعده و الذي يصرح بإسمه و يقول : ” …  إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين  ” – الصف ٦ – فلولا وجوب الإيمان به و أخذ العهد عليهم لما كان معنى لبشارتهم بمجيئه صلى الله عليه وآله وسلم فهل يبشرهم بمجيء من سيفرقهم و يدعو إلى ترك أديانهم السابقة و .. ؟  

و أما الروايات ففي بعضها أن قوله تعالى لتؤمنن به يعني بالنبي ،  و لتنصرنه يعني تنصرُنّ وصيه أمير المؤمنين عليه السلام  و أن جميع الأنبياء سيرجعون إلى الدنيا للإيمان به و نصرتهما ،  و في حديث طويل يقول الإمام الصادق عليه السلام :  ” … ثم جاء رسول مصدق لما معكم ” : يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ” لتؤمنن به و لتنصرنه” :  يعني أمير المؤمنين عليه السلام ،  تخبروا أممكم بخبره و خبر وليه من الأئمة عليهم السلام . 

  و عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ” إن الله تعالى أخبر رسوله بما كان من إيمان اليهود بمحمد صلوات الله عليه و آله قبل ظهوره و من استفتاحهم على أعدائهم بذكره و الصلاة عليه و على آله  ” ..  و هناك روايات تدل على أن اليهود كانوا يتوسلون إلى الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته عليهم السلام قبل ولادته فيُکْفَوْنَ البلاء و الدهماء و الداهية و كانوا يدفعون شرور الأقوام و القبائل عن أنفسهم بذلك و .. و هناك روايات أخرى مذكورة في كتب التفسير بالمأثور ..

و كل ذلك يدل على أنهم كانوا مأمورين بالإيمان به صلوات الله عليه وآله الطاهرين   

و لا تنسوني من صالح دعواتكم الخالصة