السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الجليل كيف احوالكم
تقبل الله اعمالكم
شيخنا
هل التزام صاحب الاسفار بقاعدة بسيط الحقيقة كل الاشياء و ليس بشيء منها يعني
ان الواجب خارج تخصصا عن قاعدة الواحد لان موضوعها هو الواحد ذو الكمال الواحد . او ان القاعدة تعم الواجب و يكون عالم الامكان برمته هو الصادر (فيكون العقل الاول هو الانتقاشة الأولى في لوح عالم الامكان كما عبر بعض)
ارجو التوضيح
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من قولهم ” بسيط الحقيقة كل الأشياء و ليس بشيء منها ” أن الموجود البسيط الذي لا تركب فيه بنحو من الأنحاء واجد لجميع كمالات من سواه مع أنه ليس بشيء من تلك الموجودات و على هذا الأساس تكون هذه القاعدة ( قاعدة بسيط الحقيقة) مؤسَّسَةً لبيان كمال الواجب تعالى و أنه لا يوجد كمال في موجود إلا وهو – أي ذلك الكمال – موجود في الواجب تعالى بنحو أتم و أكمل بما لا يتناهى من دون نقائص ذلك الموجود و حدوده ، فالكمال من سنخ الوجود و وجود الممكنات محدود و الله تعالى واجد لكمالها الذي هو من سنخ الوجود من دون أن يكون محدوداً بحدودها و متصفاً بنقائصها … فقاعدة ” بسيط الحقيقة ” أمر مختلف عن قاعدة ” الواحد لا يصدر منه إلا الواحد ، و الواحد لا يصدر إلا من الواحد ” و إن كان موضوع قاعدة الواحد هو بسيط الحقيقة .. فتأملوا فإنه حقيق به …
أيوب الجعفري
______________________________________________
سؤال من الفاضل المذكور :
نعم شيخنا الجليل ملتفت الى ما تتفضلون به.
مقصودي بالسؤال
هو ان موضوع قاعدة الواحد هل يعم الواحد الذي له كل كمال وجودي اعني الواجب لكونه مجمع الكمالات بوجود بسيط؟
او ان موضوع قاعدة الواحد هو خصوص الواحد ذي الكمال الواحد؟
الجواب :
القاعدة – قاعدة الواحد – أساساً للبسيط من حيث هو بسيط سواء كانت البساطة في عين استجماع جميع الكمالات أم لا ( و طبعاً البساطة التامة و كون الشيء محض الوجود و الوجود المحض يستلزم استجماع جميع الكمالات في عين الوحدة التامة و إلا لما كان بسيطاً تاماً بل كان مركباً و لا أقل من التركب من الوجود و العدم الذي هو أخس أنواع التركب و مستلزم للمحدودية كما هو مبين في محله و لا يخفى عليكم ) و الله سبحانه و تعالى ليس فيه أي نوع من التركب و التعدد لمنافاته للتوحيد الحق و أحدية الذات المتعالية فإذا كان كذلك يلزم أن يكون الصادر الأول واحداً و هو – أي الصادر الأول – لأجل عدم كونه بسيط الحقيقة بتمام ما للكلمةمن معنى قابل لأن يكون واسطة فيض الوجود للمتعدد و كلما صدر ما هو أنزل رتبةً كان تعدد الجهات فيه أكثر و بذلك يصدر الكثير من الله تعالى و لكن بواسطة وسائط الفيض … و طبعاً هناك من العرفاء من يرى – كالفلاسفة – أن الواحد لا يصدر منه إلا الواحد و لكن ذلك الواحد هو الوجود المنبسط الشامل لجميع الموجودات و بيانه أن الله تعالى يعطي الوجود و الوجود واحد و التعينات من لوازم محدودية الموجودات الامكانية و هي – أي التعينات – أمور عدمية لأنها حدود الوجود و الحدّ يعني نهاية الوجود و النهاية تعني انتهاء الوجود في ذلك الحد و هو أمر عدمي فليست التعينات مجعولة بالذات و بالإستقلال بل هي لوازم المحدودية التي تلازم التركب و الحاجة فليس الصادر متعدداً بل هو واحد و لكنه شامل لجميع الموجودات ، فتأملوا …
موفقين لكل خير ..
أيوب الجعفري