سلام عليكم
ما هو الاسم الاعظم الذي لو شاء الائمه ان يخترقوا به السماوات و الارض و يذهبون به الى العرش و ما ذلك !! يعني هو اسم او علوم او ايات او ادعية !؟
____________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الإسم الأعظم ليس إسماً لفظياً فالتلفظ بالإسم لا يوجب القدرة على فعل الخوارق ، بل هو مقام معنوي و معرفي يوجب القدرة على القيام بالخوارق و يؤدي إلى الولاية التكوينية لصاحب ذلك المقام بإذن الله تعالى على حسب درجات القرب إليه جل و علا ، و قد ورد في بعض الروايات أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام طلب منه أن يعلمه الإسم الأعظم فقال عليه السلام : ” إنك لا تقوى على ذلك ” فلولا كون الإسم الأعظم مقام القرب العبودي إلى الله تعالى الموجب لتحقق الولاية الإلهية في الإنسان الكامل لما كان لقوله عليه السلام : ” إنك لا تقوى على ذلك ” معنى فإن الإسم اللفظي يقوى كل إنسان على أن يتلفظ به .. نعم يمكن أن يقال بأنه لا يقوى على حمل معناه و معارفه ، و ما يوجب القرب و استجابة الدعاء و القدرة على الخوارق حمل المعنى و المعارف الكامنة في الإسم و هذ يرجع إلى ما ذكرناه من كونه مقاماً معنوية و معرفياً ..
هذا مضافاً إلى أن في بعض الروايات أن الإسم الأعظم مؤلف من ثلاث و سبعين حرفاً و نحن نعلم أنه لا يوجد إسم في لغة من اللغات يتألف من هذا العدد من الحروف ، و من جانب آخر هناك روايات تدل على أن الإسم الأعظم هو لفظ الجلالة أو أن : ” يا ذا الجلال و الإكرام ” هو الإسم الأعظم أو أنه : ” يا حي يا قيوم ” أو أن : ” يا هو يا من لا هو إلا هو ” هو الإسم الأعظم أو أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الإسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها و .. فإذا كان الإسم الأعظم ثلاثاً و سبعين حرفاً و مع ذلك هو نفس لفظ الجلالة و أمثاله يتبين لنا أنه ليس المقصود الإسم اللفظي بل المقصود التحقق بالأسماء الإلهية و التخلق بالأخلاق الربانية – التي قد تكون درجاتها ثلاثاً و سبعين درجة و مرتبة و الحرف الأخير أي المرتبة الأخيرة المختصة بالله تعالى حسب بعض الروايات غير متناهية – و معرفة الإنسان و قربه إلى ربه بحيث يصبح هو مظهر الإسم الأعظم بل يكون هو الإسم الأعظم لأن الإنسان الكامل هو الإسم الكامل لله تعالى لأن الإسم إما من السمة بمعنى العلامة أو من السمو بمعنى الرفعة و الإنسان أشرف المخلوقات و يتمكن من الوصول إلى درجة من القرب إلى الله تعالى لا يتمكن أن يدانيه فيها ملك مقرب فهو الآية الكبرى لله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ” ما لله آية أكبر مني ” و قال الإمام الصادق عليه السلام ” نحن والله الأسماء الحسنى ” فهم الأسماء الحسنى و الآيات الدالات على الله تعالى بوجودهم و ببيانهم و بنانهم كما أنهم أصحاب الرفعة و الدرجة العليا بقربهم من العلي الأعلى و كان فخر آدم عليه السلام أو من جملة مفاخره على غيره من الموجودات أنْ علمه الله الأسماء كلها ” و علم آدم الأسماء كلها ” و هم عليهم السلام الأسماء الحسنى و منها الإسم الأعظم و ..( و في نفس آيات تعليم الأسماء لعدم عليه السلام إشارات على أن الأسماء وجوديةٌ و ليست لفظيةً و لا تنطبق الوجودية منها إلا على الإنسان الكامل و لا أكمل من محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين في الخلق … )
و يمكن القول بأن لكل إسم لفظي من أسماء الله تعالى تأثيراً خاصاً و لكن لا يؤثر بتلفظ كل أحد بل بتلفظ من أصبح هو من مظاهر ذلك الإسم أو أصبح نفسه الإسم العيني و إذا أصبح مظهراً لإسم : ” الله ” الذي هو الإسم المستجمع لجميع صفات الكمال و الجمال و الجلال بحسب بعض التفاسير لِلَفْظِ الجلالة فقد أصبح بنفسه الإسم الأعظم الذي يفعل ما يفعل من الخوارق و يصدر منه من الكرامات بإذن الله تعالى الذي هو ذو الأسماء الحسنى و المسمى بها و ..
و ليكن معلوماً أن الأولياء يصلون إلى هذه المراتب العظيمة بتهذيبهم لأنفسهم ، و بوصولهم إلى الدرجات العالية يتمكنون من التصرف في الكون بإذن الله تعالى و بقدر ما يأذن الله جل و علا و يُمَکِّنُهم منه و لكن مع كل ذلك ليس الهدف من تهذيب النفس و السير و السلوك نحو القرب العبودي إلى الله تعالى هو فعل الخوارق و التصرف في الكون بإذن الله تعالى بل الهدف هو الوصول إلى التوحيد الخالص و الوصول إلى درجة لا يراها إلا الله و لا يرون فيها إلا الله كما وصل النبي الخاتم إلى مقام ” ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ” فإذا وصل العبد إلى هذه المرتبة أصبح المظهر الأتم للإسم الأعظم بل كان هو الإسم الأعظم و إذا كان الدعاء بالإسم الأعظم موجباً لتحقق الحاجات و فعل الخوارق و الكرامات فماذا سيكون تأثير الإسم الأعظم نفسه ؟ فتأمل جيداً ..
ليلة السبت ١ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ ق
الموافق ۳۱ / ۱۲ / ۲۰۱۶ م