سلام عليكم .. شيخنا واستاذنا الفاضل .. 

* في دعاء الجوشن الصغير .. ( وانا في عافية من ذلك كله ) .. 

الله فضل المجاهدين على القاعدين .. وفي الباطن ان المعذب في قعر السجون والمجاهدين هم افضل فكيف نشكر الله اننا في عافية من ذلك !!

وشكرا جزيلا لكم ..

 ————————————————————-

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 خلاصة القول في الجواب أن : 

     * المهم أن يسلم الإنسان أمره إلى الله تعالى فما قدّره له  فهو صلاحه سواء كان تقديره الصحة أو المرض ،  الغنى أو الفقر ، المصيبة و العناء أو الرفاه و الرخاء ، الحرب أو الصلح  و …. فله تعالى الحمد في جميع الأحوال فهو المدبر الحكيم لا يخلو فعله عن حكمة و فائدة أو فوائد كلها راجعة إلى خلقه و عبيده لغناه الذاتي عن جميع ما سواه (كما بيّنا ذلك في بعض الأجوبة على أسئلة المؤمنين و قلنا أن الغني بالذات و من هو عين الكمال اللامتناهي لا يمكن أن يعود إليه نفع من فعله فكيف بفعل غيره فحكمة فعله و خلقه و فوائده عائدة إلى خلقه لا إليه) فإذا علمنا أنه إذا ابتلانا بمرض فهو عين الصلاح و المصلحة لنا لزمنا حمده و شكره و إذا أنعم علينا بالصحة و العافية أيضاً فهو عين الحمكة و المصلحة لنا و لذلك يجب علينا أن نحمده و نشكره … فلا منافاة بين شكره تعالى على نعمة الصحة و الأمان و الغنى و … و بين كون الجهاد من جملة وسائل التقرب إلى الله تعالى و الوصول إلى الكمالات العُلى .. 

* بالمراجعة فقرات الدعاء يتبين أنه عليه السلام ليس بصدد الشكر و الحمد على ترك الجهاد و أنه عليه السلام في راحة  من أداء واجب الجهاد و مكافحة الظلم و الطغيان بل  في مقام شكر نعمة الصحة و العافية و الأمان و الطمأنينة و الغنى و … فالمبتلى بالمرض و الخوف و الحرب و الفقر و ..  و إن كانت مصلحته الابتلاء بتلك الأمور أحياناً – و ذلك فيما لم يكن ابتلاؤه بها بسوء اختياره – لتكفير ذنوبه أو ترفيع درجاته أو لأي حكمة أخرى ظهرت لنا أو خفيت علينا ، إلا أنه إلى جانب الشكر – إن كان من أهل المعرفة – يدعو الله تعالى أن ينجيه من كل ذلك فيشكره على نجاته منها فمن كان في عافية من ذلك فعليه أن يشكر نعمة هذه السلامة بطريق أولى فلا ينافي ذلك أن يكون من أعظم للمجاهدين و المضحين بأنفسهم في سبيل الله تعالى إذا استدعى الأمر الجهاد في سبيل الله جل و علا …

                                    أيوب الجعفري 

                     ١٩ من شهر رمضان المبارك ١٤٣٧ هـ ق