سلام عليكم شيخنا العزيز 

ما معنى..  

” لا إله إلاّ الله حصني، فمن دخل حصني أمنَ من عذابي ”  بشروطها ،  وأنا من شروطها ؟ 

__________________________________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

يعني أن الحصن الحافظ للإنسان من الدخول في النار هو التوحيد فالمشرك محروم من الدخول في الجنة كما قال تعالى : ” إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ” فالشرك موجب لاستحقاق الخلود في النار ، و المنجي من النار هو التوحيد إلا أن التوحيد و إن كان أصلاً من أصول الدين و هو الأهم من بينها ،  غير كافٍ في النجاة من النار بل يشترط قبول ولاية أهل البيت و منهم الإمام الرضا عليه و عليهم السلام و الإيمان بها – كما يجب الإيمان برسالة النبي الخاتم و ولايته صلى الله عليه وآله وسلم – كي يتم سببية التوحيد للنجاة من النار ،  و بتعبير آخر : التوحيد يقتضي النجاة من النار و استحقاق الجنة و لكنه مؤثر في ذلك في حدّ الإقتضاء و ليس العلة التامة و لتتميم العلة نحتاج إلى الإعتقاد بسائر الأصول من العدل و النبوة و الإمامة و المعاد فإنكار أي أصل من هذه الأصول يوجب عدم فاعليه الإعتقاد بالتوحيد في النجاة من النار  – و إن لم يكن  الموحد من المخلدين في النار كما يستفاد من بعض الروايات – إلا أنه لا ينجو منها من بداية الأمر إلا بقبول سائر الأصول الإعتقادية و منها ولاية أهل البيت عليهم السلام  فكما أن منكر رسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لا ينجو من النار كذلك منكر ولاية و إمامة الأئمة عليهم السلام  فإنها ولاية إلهية قد جعلها الله تعالى لهم ، بل ولايتهم عليهم السلام إمتداد لولاية الله جل و علا و  هي ظهورٌ للولاية الإلهية و هم مظاهر تلك الولاية ، فإنكار ولايتهم إنكار لولاية الله تعالى و هو بمنزلة الشرك بل هو من مصاديق  الشرك في بعض الجوانب كالطاعة ، هذا مضافاً إلى أن مآل إنكار ولايتهم التي هي ولاية الله تعالى هو الدخول في ولاية الطاغوت و معلوم أن : ” الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ” فإذا رجع إنكار ولايتهم عليهم السلام إلى إنكار  ولايته تعالى و كان ذلك بمنزلة الشرك أو كان إنكارها من مصاديق الشرك – و ليس فقط بمنزلته – و كان ذلك سبباً للدخول في ولاية الطاغوت ، كان المنكر خارجاً عن ذلك الحصن الحصين – حصن التوحيد  – و الخارج عن حصن التوحيد لا ينجو من النار  ،  و لهذا نرتقي عما قلناه في البداية فنقول أن التوحيد هو العلة التامة للنجاة من النار – قولوا لا إله إلا الله تفلحوا – و المستفاد من الحديث مع ضم مقدمات أخرى هو أن المنكر لولايتهم عليهم السلام إن كان إنكاره عن علم ، غيرُ موحد في جميع أبعاد التوحيد فلا ينجو من النار ، كما أنه يعدّ ممن تولى الطاغوت و قد نص القرآن أن من يكون الطاغوت أولياءهم فهو من أهل النار الخالدين فيها ، و أما إن كان إنكاره للولاية عن جهل قصوري و لم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضهم عليهم السلام بل كان من المحبين لهم صلوات الله عليهم أجمعين ، فمن الممكن القول بأنه من أهل النجاة من النار و لو بعد حين كما يستفاد من بعض الروايات .. فکلمة لا إله إلا الله حصن من النار يوجب النجاة منها و الفوز بالجنة بشرط تحقق التوحيد التام و التوحيد التام إنما يتحقق بالإيمان بالله و الالتزام و الإيمان بولاية من ولّاه الله جل و علا أي النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته عليهم السلام فلو وقع خلل في هذا الإيمان لم يكن حصناً من النار ..

     أيوب الجعفري