رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنهُ قَالَ : 

” لقد دعوت الله مرة فاستجاب ونسيت الحاجة، لأن استجابته بإقباله على عبده عند دعوته أعظم وأجل مما يريد منه العبد ولو كانت الجنة ونعيمها الأبد “. 

المصدر: ميزان الحكمة -ج2 – ص882.

(اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد)

 

سلام شيخنا 

هل النسيان هنا اتى بمعنى مجازي او شي من هل مثيل ؟ فالمعلوم ان الإمام المعصوم لا ينسى ..

___________________________________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

الظاهر – كما يستفاد من ذيل الحديث – أن المراد أن الله تعالى إذا أقبل على العبد و كان العبد ملتفتاً إلى إقبال الله تعالى عليه سيصبح تمام همّ هذا العبد مشاهدة جمال الرب و جلاله تعالى و سيغفل عن جميع ما سواه لأن لذة مشاهدة جمال المعبود و جلاله لا تدانيه لذة بل لا تُقاس به لذة و هذا ما يشير إليه قوله تعالى : ” ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ” فالدنو المعرفي إلى الله تعالى و التدلي الموجب لصيرورة تمام وجود المتدلّي بصراً و بصيرة لا يشاهد غير جماله و جلاله تعالى ، يجعله ينسى كل ما سوى الله فهو في مقام الفناء الذي لا يرى فيه إلا الله فلا معنى لِتَذَکُّرٍ الحاجة لأن الحاجة أياً كانت أمر سوى الله و ما سوى الله في هذا المقام  غير مشهود أبداً و إن كان ذلك الغير الجنة و نعيمها الأبد فكيف بالحاجات الدنيوية للإنسان فنعيم العارف في هذا المقام هو الله لا سواه كما قال الإمام زين العابدين و سيد الساجدين عليه صلوات المصلين في مناجاة المحبين : ” و لا تقطعني عنك و لا تبعدني منك يا نعيمي و جنتي و يا دنياي و آخرتي و كما قال الشاعر الفارسي ( رسد آدمی به جایی که به جز خدا نبیند * بنگر که تا چه حد است مکان آدمیت) ( أي أن الإنسان الكامل يصل إلى مقام لا يرى فيه غيرَ الله – كما لا يرى ذلك المقام غيرُ الله – فانظر  إلى حدود مقام الإنسان) … و هذا ما يفسر إخراج النبل من رجل أمير المؤمنين عليه السلام حالة الصلاة فهو في هذه الحالة مستغرق في مشاهدة الجمال و الجلال الإلهي و الحديث مع المحبوب الحقيقي فهو غافل تمام الغفلة عن الدنيا و الجانب المادي و الجسماني منها و عن جميع ما سواه جل جلاله ، رزقنا الله و إياكم عليا مدارج الكمال و المعرفة بحق محمد و عترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين  .. 

ليلة السبت ٢٧ جمادى الأولى ١٤٣٨ هـ ق 

الموافق ٢٥ / ٢ ٢٠١٧ م