بسم الله الرحمن الرحيم
الخصال – الشيخ الصدوق رض – ص ٦٦ : الحديث ٩٨ – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن – الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و يعقوب بن يزيد جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله من حجة الوداع و نحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم، ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت و أنكم ميتون، و كأني قد دُعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم، و عما خلفت فيكم من كتاب الله و حجته و أنكم مسؤولون، فما أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت و نصحت و جاهدت – فجزاك الله عنا أفضل الجزاء – ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إليكم و أن الجنة حق ؟ و أن النار حق ؟ و أن البعث بعد الموت حق فقالوا : نشهد بذلك، قال : اللهم اشهد على ما يقولون، ألا و إني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي، و أنا مولى كل مسلم، و أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهل تقرون لي بذلك، و تشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك، فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه و هو هذا، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما : ثم قال : اللهم والِ من والاه، و عادِ من عاداه، و انصر من نصره و اخذل من خذله، ألا و إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض، حوضي غدا و هو حوض عرضه ما بين بُصْرَى وصنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء، ألا و إني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي، و ماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني قالوا : و ما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة، و أما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب و عترته عليهم السلام، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .