نفي جسمية الله تعالى في كلام أمير المؤمنين عليه السلام:
سماحة شيخنا المحترم شوف كيف جاوب امير المؤمنين في وصف الله جل جلاله عندما سئل فأجاب ببلاغه متناهية وانه ليس بجسم وهذا ردا علي السلفيين الذين يصفون الله بصفات فر.. فيها جهالة العلم والايمان ..
ثم ينقل المستفسر – و هو أستاذ منصف من أهل السنة – رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام مضمونها أن الله تعالى لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس و.. و أنه ليس بجسم و لا صورة و..
___________________________________________________
سلام عليكم سماحة الأستاذ و رحمة الله و بركاته …
نعم قد ورد مثل ذلك في كلمات كثير من أئمة أهل البيت عليهم السلام و مثالاً على ذلك ما قاله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : ” الحمد لله الذي لا يُحَسُّ و لا یُجَسُّ و لا يُمَسُّ و لا یُدْرَك بالحواس الخمس ، و لا يقع عليه الوهم و لا تصفه الألسن، و كل شيء حَسَّتْهُ الحواس أو لمسته الأيدي فهو مخلوق …
و هذا الكلام منطبق على البراهين و القواعد العقلية لأن الجسمية تستلزم كثيراً من التوالي الفاسدة فالجسم يحتاج إلى الحيّز فيلزم أن يكون متحيزاً محاطاً بغيره و هو مستلزم للمحدودية و الله تعالى موجود غير متناهٍ و لا حد له و حدّه أنه لا حدّ له … و كذلك الجسمية تستلزم التركب من الوجود و الماهية، و من الصورة و المادة ، و من العناصر الجسمية و الأجزاء الخارجية ، و التركب آية الحاجة و الفقر في كثير من الجوانب و منها الحاجة في أصل الوجود إلى الغير فيحتاج إلى أجزائها و إلى من يركِّب تلك الأجزاء و لولا تركُّب تلك الأجزاء لم يوجد المركَّب في الخارج و هذا مضافاً إلى استلزامه للمحدودية مستلزم لاحتياجه إلى علة موجِدة له فيأتي السؤال : ” من الذي أوجده بتركيب أجزائه ؟ ” و المفروض أنه هو من أوجد جميع من سواه فلا يوجد أحد قبل خلقه للخلق حتى يكون هو الموجد و المرکِّب له و إلا لكان ذلك الموجود هو الله لا ما افترضناه إلهاً .. و هذا مستلزم لأمور فاسدة أخرى لا مجال للتطرق لها .. ، كما أن الله تعالى و كما قال في سورة التوحيد: ” أحدٌ ” و الجسمية تنافي الأحدية ..
فإذا أردنا أن نعتقد بالله تعالى حق الإعتقاد و نعتقد بتوحيده الحق لزم تنزيهه تعالى عن الجسمية بل عن جميع أنحاء التركب حتى التركب من الأجزاء التحليلية العقلية و كذا التركب من الوجود و العدم الذي هو أخس أنواع التركب و هو أن يكون واجداً لكمال فاقداً لكمال آخر أو واجداً لدرجة من الكمال فاقداً لدرجة أعلى منه و هذا نوع من التركب و منافٍ لكونه صرف الوجود أولاً و لعدم محدودیته ثانياً و لكونه عين الكمال و مستجمعاً لجميع الكمالات في عين الوحدة و الأحدية ثالثاً و ..
و أكتفي بهذا المقدار في بيان ما قاله أمير البيان عليه صلوات الله الملك المنان لئلا أدخل في الدقائق العقلية و الفلسفية ..
و بارك الله فيكم و وفقكم لكل خير
أيوب الجعفري
https://telegram.me/ayoobaljafary