الجمع بين لزوم السعي و كون الرزق مقسوما :

سؤال من احد المؤمنين :

سلام عليكم شيخنا الفاضل أسعد الله أيامكم وتقبل الله اعمالكم

لدي سؤال و هو أنه إذا كان الرزق مقسوم ومحتوم فلماذا السعي؟

الجواب :

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الرزق مقسوم بمعنى أنه مبني على القضاءِ الإلهي و القضاءُ الإلهي يتوقف على تحقق العلة التامة لكل معلول و مُسبَّب ( و منه الرزق ) و العلة التامة لها أجزاء و منها الدعاء و السعي و .. فالدعاء  و السعي جزء العلة في تحقق المعلول فلا يتحقق المعلول من دون تحقق العلة التامة ، بمعنى أن الله تعالى قدّر و قضى بتحقق الرزق مع تحقق علتِه و علتُه مركبةٌ من وجود المقتضي و فقد المانع و من أجزاء المقتضي هو السعي و بما أن الله تعالى يعلم أن السعي و سائر أجزاء العلة التامة الموجبة للرزق سيتحقق فقضاؤه هو تحقق الرزق أي أنه قضى أن يتحقق الرزق بتحقق علته التامة و هو يعلم بتحقق العلة التامة فالرزق مقسوم بهذا المعنى فيكون مقسوما بتحقق العلة التامة و السعي جزء منها، و نفس الكلام جار في الطرف الآخر فإذا قيل أن هذا الرزق لم يكن مقسوما لفلان فمعناه أن القضاء الإلهي هو أن لا يُرزَق فلان هذا الرزق ( و الرزق مثالٌ و القاعدة جارية في جميع الأمور و مقدرات العالم ) لأن تحققه يكون بتحقق علته التامة و الله تعالى يعلم بعدم تحقق العلة التامة لهذا الرزق فيعلم أن هذا الرزق لا يكون مقسوما لهذا الشخص و هذا معنى أن القضاء الحتمي اقتضى أن لا يُرزَق فلانُ هذا الرزق فيرجع القضاء الحتمي إلى العلم القطعي بتحقق العلة التامة – فيكون القضاء الحتمي تحقق المعلول – أو عدم تحققها – فيكون القضاء الحتمي عدم تحقق المعلول – ..

و قد بينت ذلك في بعض المحاضرات في شهر رمضان في أحد المجالس قبل عدة سنوات ضمن مبحث الدعاء و كيفية الجمع بين الدعاء و القضاء و القدر ..

موفقين مسددين

                                  أيوب الجعفري

                       يوم الثلاثاء ١٧ ربيع٢ ١٤٤٣ق

                                ٢٣ / ١١ / ٢٠٢١م