*مخاطبة غير الله تعالى في الصلاة*
شيخنا العزيز . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*سؤال من أحد المؤمنين :* سمعنا من البعض بشأن دعاء الفرج و المذكور في مفاتيح الجنان في دعاء الليلة الثالثة و العشرين : اللهم كن لوليك فلان ابن فلان و تقول عوض فلان ابن فلان : الحجة ابن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة .. الى آخر الدعاء . فيقولون انه لا يجوز قراءة هذا الدعاء في قنوت الصلاة و قد تؤثر على صحة الصلاة بسبب قولك بعد الحجة ابن الحسن صلواتك عليه و على آبائه فهذا غير جائز بأن تقول في قنوت الصلاة صلواتك عليه و على آبائه، فهذا مبطل للصلاة . فهل هذا صحيح قد ورد نهي بعدم قول صلواتك عليه و على آبائه بعد قراءة دعاء الفرج اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن ؟ و يقولون أما الدعاء نفسه لا أشكال في قراءته في قنوت الصلاة .. و لكم جزيل الشكر و العرفان.
____________________________________________
*الجواب :*
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
تقبل الله أعمالكم و أسعد الله أيامكم ..
المعلومة غير دقيقة فما ورد المنع عنه في الصلاة هو مخاطبة غير الله تعالى فيها فيجوز أن نقول – بل قد ورد أن نقول – : “و تقبّل شفاعته و ارفع درجته” و لا يجوز أن نقول : “يا رسول الله اشفع لي” .. فيلزم أن يكون الخطاب موجَّها الى الله تعالى بلا فرق بين الأدعية المأثورة و غيرها فلا يجوز أن نقول في الصلاة ( يا محمد يا علي اكفياني فإنكما كافيان و .. ) لانه خطاب لغير الله تعالى مع أنه مأثور و من مصاديق التوسل المرغَّب فيه في غير الصلاة و لكنه في النهاية خطاب موجَّهٌ لغير الله تعالى و قد ورد في الروايات أنه يجوز أن “يتكلم الرجل في صلاة الفريضة بكل شيء يناجي ربه” و هذا توسل و ليس مناجاة للرب و لهذا يمنعه الفقهاء في الصلاة و إن كان في حد ذاته من أفضل القربات و و من أفضل طرق التقرب إلى الله تعالى و الذي قد أمرنا أن نبتغي إليه الوسيلة و .. ( كما بيناه في المحاضرات و في بعض الأجوبة المكتوبة .. )
نعم هناك نقاش فقهي هو أنه هل يجوز الدعاء بصيغة الخطاب ( أي خطاب غير الله تعالى ) أم لا ؟ فمن المعلوم أن من جملة المبطلات في الصلاة هو التكلم و لكن ليس كل كلام بل التكلم بكلام الآدميين و لهذا يجوز في الصلاة قراءة القرآن و الذكر و الدعاء – لا بقصد الخصوصية و التوظيف – ، و لا ريب في أن الدعاء للأشخاص إذا كان بمخاطبة الله جل و علا جائز لا إشكال فيه كأنْ نقول “اللهم اغفر لزيد” و لكن هل يجوز أن نخاطب زيدا بالدعاء له في الصلاة و نقول له : “غفر الله لك” ؟ قد أجاز ذلك بعض الفقهاء و منهم السيد اليزدي صاحب العروة قدس سره الشريف إلا أن الفقهاء المعاصرين و من جملتهم السيد الإمام و السيد الخوئي قدس سرهما الشريف و السيد السيستاني دام ظله الشريف ( و يستفاد ذلك من بعض استفتاءات السيد القائد دام ظله الشريف أيضاً ) قد استشكلوا عليه فمنهم من أفتى بالمنع و منهم من احتاط وجوبا باجتناب ذلك ..
و أما دعاء الفرج فلا إشكال فيه لانه دعاء و الخطاب فيه موجَّهٌ إلى الله تعالى كما نصلي على النبي صلى الله عليه و آله و على آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، فلو كنا نقول : ” أيها الحجة صلى الله عليك و عجل الله تعالى فرجك ..” كان جوازه محل إشكال أو منع – و إن أجازه بعض السابقين من الفقهاء كما أشرنا إليه – و أما إذا خاطبنا الله تعالى و قلنا ” اللهم كن لو ليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه .. ” فلا إشكال فيه قطعا و بالإجماع ..
موفقين مسددين ..
دعواتكم الكريمة ..
أيوب الجعفري
ليلة الأحد ٣ (٤) شوال ١٤٤٢ ق
الموافق ١٦ / ٥ / ٢٠٢١م
https://telegram.me/ayoobaljafary