الإسلام أفضل الأديان و أكملها :
*سؤال من أحد المؤمنين :*
سلام عليكم شيخ ..
شيخ في شخص غير مسلم فعندي أسئلة :
١ – ما سبب أفضلية الإسلام على المسيحية و اليهودية ؟
٢ – و ما هي الأدلة من الافضلية ؟
*الجواب :*
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم :
الأفضلية لدين الله تعالى فأيُّ دين كان من عند الله و من قِبَله تعالى فهو الأفضل بل هو الحق و غيره باطل ، و من المعلوم أن الله تعالى قد أرسل رسلاً و أنبياء و منهم أولوا العزم و هم – أي أولي العزم – أصحاب شرائع مستقلة قد أُرسلوا إلى جميع المكلفين من الجن و الإنس فياتي كل نبي من أولي العزم بدين جديد و ينسخ الدين السابق ، و أولهم هو نوح عليه السلام و كان دينه هو الدين الحق الذي يجب اتباعه و غيره ليس بحق فلا يجوز اتباعه كما أن كل نبي في عصر النبي نوح و بعده الى ما قبل النبي إبراهيم عليه السلام ، تابعٌ و مبلّغٌ لشريعة نوح عليه السلام ، و بعد نوح بمئات السنين جاء النبي إبراهيم عليه السلام و هو صاحب شريعة جديدة فأتى بأحكام و شرائع جديدة وفقا لمتطلبات عصره إلى عصر النبي موسى عليه السلام فكل نبي كان في عصر النبي إبراهيم أو جاء بعده إلى موسى عليه السلام كان تابعا للنبي إبراهيم و مبلغاً لشريعته عليه السلام فلا يحق لأحد أن يكون تابعا لدين النبي نوح بعد ذلك فالحق في ذلك العصر هو شريعة إبراهيم ، و كذلك لما جاء موسى – و قد كان عليه السلام من أولي العزم – نسخ دين النبي إبراهيم عليه السلام فلا يحق لأحد بعد مجيء موسى عليه السلام أن يكون تابعاً لشريعة إبراهيم و كذا بالنسبة لموسى إلى زمن النبي عيسى عليه السلام فإذا جاء عيسى نُسخت شريعة النبي موسى عليه السلام فلا يحق لأحد بعد مجيء عيسى أن يبقى على شريعة موسى ، و شريعة عيسى تستمر إلى مجيء النبي الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و سلم فإذا جاء النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم لم يحق لأحد البقاء على شريعة عيسى عليه السلام لأن شريعته قد نُسِخت بشريعة النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ( و قد أشار القرآن الكريم إلى الشرائع الخمسة في آيات متعددة منها الآية ١٣ من سورة الشورى و هي قوله تعالى : “شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً و الذي أوحيانا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ..” – هذا ، و في الآية معارف مهمة و إشارات معبرة عن امتيازات الشريعة المحمدية صلى الله عليه و آله و سلم على سائر الشرائع الإلهية السابقة قد أشرنا إليها في بعض محاضراتنا و فصلناها في أخرى كما بيناها في بعض ما تم إرساله سابقا من سلسلة الأبحاث المتعلقة بعلوم القرآن .. )
فليس للسؤال عن سبب أفضلية الإسلام و أدلته معنى صحيح فجميع الأنبياء و الرسل قد أَتَوا من قِبَل الله تعالى و قد قال تعالى : ” لا نفرق بين أحد من رسله ” إلا أنه قد جعل الله تعالى لرسالة كل رسول و نبي من أولي العزم أمدا و فترة خاصة فتنتهي و تُنْسَخ رسالته بعد تلك الفترة فإذا انتهت بمجيء النبي الخاتم مثلا لم يحق لأحد البقاء على الدين المنسوخ ، فالدين من الله تعالى و نسخه أيضا بيد الله جل و علا فهو من نسخ شريعة نوح بشريعة إبراهيم ، و شريعة إبراهيم بشريعة موسى ، و شريعة موسى بشريعة عيسى ، و شريعة عيسى بشريعة محمد صلى الله عليه و آله و عليهم أجمعين ، فكما كان الواجبُ قبولَ دين المسيح لأنه دين الهي و من قِبل الله تعالى فيكون قبوله بأمر من الله تعالى ، يجب الخروج عنه بمجيء دين محمد صلى الله عليه و آله و سلم أيضاً و ذلك بأمر الله تعالى فليس الكلام عن أفضلية دين من دين بل الكلام حول التكليف الشرعي الذي وضعه الله على عاتق المكلفين ..
و طبعا كل نبي لاحق يكون دينه أكمل من السابق لتكامل العقول و العلوم على مر التاريخ و جيلا بعد جيل فيلزم أن يكون الدين الجديد متناسبا مع التطورات العلمية و التكامل العقلي للبشر – وهذا التطور العلمي و التحول الفكري و التكامل العقلي من جملة أسبابِ تعدد الشرائع و نَسْخِ السابق منها باللاحق مضافاً الى الابتلاء و الامتحان المشار إليه في قوله تعالى : ” لكلٍّ جعلنا منكم شِرعةً و منهاجاً و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم ..” – و إذا كان كل دين لاحق أكمل من سابقه فآخر الأديان أكملها و بالنتيجة أفضلها كما أن المُرْسَل بالدين اللاحق و الشريعة التالية أيضا أفضل و أعلى درجةً ممن سبقه و هذا ما دلت عليه آيات القرآن الكريم و من جملتها آية الشورى التي أشرنا اليها حيث دلت على أن النبي الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم أفضل و أكمل الأنبياء و المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ، نعم هو أفضلهم و أكملهم على الإطلاق و كتابه مهيمن و حاكم على جميع الكتب السماوية كما قال عز من قائل : ” و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه ” ..
موفقين لكل خير محروسين من كل سوء و شر و لا تنسوني من صالح أدعيتكم الخالصة ..
أيوب الجعفري
ليلة الخميس ٢٤ ذو القعدة الحرام ١٤٤١ ق
الموافق ١٦ / ٧ / ٢٠٢٠ م
https://telegram.me/ayoobaljafary