زيارة الحسين عليه السلام لزائريه و شفاعته لهم
سؤال من أحد المؤمنين : ما مدى صحة الروايه التي تقول – عن الأمام الحسين عليه السلام – : من زارني زرته و لو كان في قعر جهنم لاخرجته ..
اولا : ما صحة الروايه متنا و سندا ؟؟؟؟؟
ثانيا : و لماذا شفاعة الامام ما تنقذه قبل وروده جهنم ؟ يعني لماذ الامام عليه السلام يصبر حتى يرد قعر جهنم !؟؟ … و بعدين يا سيدي الشيخ ما موقع هذا الحديث من اقوال الائمه عليهم السلام : اعرضوهن اي (الاحاديث) على كتاب الله ما وافق كتاب الله فبها و ان لم يوافق فاضربوه عرض الجدار …..
____________________________________________
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته و تقبل الله اعمالكم و بلغكم آمالكم ..
راجعت المصادر و الجوامع الروائية فلم أجد رواية بهذا اللفظ إلا أنه لا باس بالمضمون فيما يتعلق بالزيارة حيث أن من أخلاق الزيارة أن يزور المزورُ زائرَه رداً لتحية الزيارة و قد روي أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم يزور زائره مرتين – كما في المراقبات للمرحوم ميرزا جواد الملكي التبريزي قدس سره الشريف – …
و أما بالنسبة للشفاعة و وقتها فالأمر أوضح لأن الشفاعة حق بلا ريب و لا تختص بما قبل الدخول في جهنم بل هناك من تناله الشفاعة بعد الدخول في النار – لعدم استحقاقه لها قبل ذلك – فينقذه الله تعالى من النار بشفاعة الشافعين كما أن هناك روايات تدل على أن ( آخر من يشفع أرحم الراحمين – و هو الله جل و علا – ) و هي شاملة لما قبل دخول النار و بعده ..
هذا و من الممكن تفسير ذلك بنحوٍ آخر بأن نقول أن الذنوب هي النار لأن الجزاء في يوم القيامة نفس الأعمال كما قال تعالى : ( هل تُجزون إلا ما كنتم تعملون ) و قال جل و علا : ( ذوقوا ما كنتم تعملون ) و قال عز من قائل : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيراً ) و .. فالنار في الحقيقة هي نفس الذنوب و المعاصي إلا أن لها ظاهراً و باطناً – و بتعبير آخر : إن للاعمال و منها المعاصي مُلكاً و ملكوتاً – فالملك و الظاهر هو نفس العمل الذي يأتي به الإنسان بجوارحه أو جوانحه و المكلوت و الباطن هو حقيقة ذلك العمل الذي قد يكون نوراً و نعمة و جنةَ نعيمٍ و رضواناً من الله جل و علا و قد يكون ناراً و نقمةً و عذاباً و نكالاً .. ( و تفصيله موكول إلى محله )
فيكون المقصود من أنه عليه السلام يخرجه من قعر جهنم – مضافاً إلى إمكان كون المقصود إخراجه من نار جهنم بعد دخوله فيها يوم القيامة – أنه عليه السلام سيخرجه من النار التي هو غارقٌ فيها أي أنه صلوات الله عليه و آله سينقذه – لأجل زيارته له عليه السلام لا سيما إذا كانت عن معرفة و خلوص – من نار ذنوبه و معاصيه كما سينقذه من آثار و تبعات ذنوبه و معاصيه التي هي النار قبل ظهور ملكوتها ، فيكون ذلك قبل دخول النار و جهنم في يوم الحساب ، أعاذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا بحق محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ..
أيوب الجعفري
يوم الخميس ٤ صفر ١٤٤١ ق
الموافق ٣ / ١٠ / ٢٠١٩ م
https://telegram.me/ayoobaljafary