- هل يعد عدم الاقتناع بالحجاب فسقاً ؟
سؤال :
السلام عليكم …. وارجو الرد بدقه …. رحم الله والديكم …. هل تعتبر الفتاة الغير مقتنعه بالحجاب فاسقة والعياذ بالله ؟
____________________________________________الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الفسق هو الخروج عن الطاعة فكلُّ ذنبٍ فسقٌ ، و الحجاب وارد في القرآن و الروايات فلا معنى لعدم الإقتناع به ، نعم في الموارد المبهمة و المُختلَف فيها إذا لم يقتنع الأخصائي المُلِمُّ بالأدلة الشرعية و تفاصيلها من الكتاب و السنة و العقل و الإجماع فهو معذور و لا يكون رأيه بعدم وجوب شيء أو عدم حرمته أو توقفه في الحكم موجباً لخروحه عن الدين و لا عن الطاعة و العدالة فلا يكون فاسقاً بل قد يكون في أعلى مراتب العدالة ، و لكن هذا شأن المجتهدين و الفقهاء لأنهم هم المطّلعون على الأدلة التفصيلية و مدى حجيتها و دلالتها و .. و أما غيرهم فليس لهم اطّلاع و المام بالأدلة الدالة على الأحكام كي يقولوا أنهم غير مقتنعين بهذا الحكم أو ذاك ، نعم يمكنهم أن يدرسوا إلى أن يبلغوا درجة الإجتهاد و التخصص في الفقه فيُبدوا رأيهم في المسائل الفقهية ، و شأن الفقه في هذا المجال شأن سائر العلوم و التخصصات فلا يحق لغير العالم و الأخصائي أن يُنَظِّرَ و يُبدي آراء مخالفة لآراء الأخصائيين من دون أن يكون مختصاً في ذلك المجال و قادراً على معرفة الحقائق العلمية بالأدلة و البراهين ..
و لا يَتَصَوَّرَنَّ أحدٌ أن الفقه لا يحتاج إلى التخصص فإن الفقه الإستدلالي من أوسع العلوم و أصعبها و أدقها و يتوقف بلوغُ درجةِ الإجتهاد فيه على التخصص في عدة علوم – و ليس علماً واحداً – كعلم أصول الفقه و الدراية و الرجال كما يتطلب الإلمام ببعض العلوم كالقواعد العربية من النحو و الصرف و البلاغة و كذا علم المنطق لمعرفة طرق الإستدلال و البرهنة السليمة مضافاً إلى ضرورة التخصص في علم الفقه نفسه و التتبع الواسع للاطلاع على الآراء المختلفة و أدلتها و … و قد شرحنا ذلك مختصراً في مقال ” ضرورة المرجعية ” فيمكن مراجعته ..
أيوب الجعفري
ليلة الجمعة ١٦ ج٢ ١٤٤٠ ه ق
الموافق ٢٢ / ٢ / ٢٠١٩ مhttps://telegram.me/ayoobaljafary