المقصود من الحور العين :
*سؤال :* يقول البعض أن المقصود من الحور العين زوجات المؤمنين و أزواج المؤمنات في الجنة من غير رجال و نساء الدنيا لأن الحور جمع أحور و حوراء كما أن عين جمع أعين و عيناء و لا يختص بالإناث ، و العدل يقتضي أن يُجعل للنساء في الجنة ما يجعل للرجال … فهل هذا الكلام صحيح ؟..
*الجواب :* صحيح أن وزن ( فُعْل ) جمعٌ ل ( أفعل ) و ( فعلاء ) كأصم و صماء و أعمى و عمياء و أبكم و بكماء فيقال صُمّ بُكم عُمي للذكور و الإناث ، إلا أن المقصود من الحور العين ( و أصل العِين هو العُيْن على وزن فُعْل فكُسرت العين لمناسبة الياء كما في قولنا بِيْض جمع الأبيض و أصل البِيْض هو البُيْض بضم الباء فكُسرت لأجل الياء ) المقصود حسب إشارات القرآن و دلالة الروايات نساء الجنة المخلوقات هناك دون الرجال و لهذا يقول تعالى : ” و عندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون ” و يقول في موضع آخر : ” حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان ، لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان ” فأرجع الضمير المؤنث للعِين في الآية الأولى كما جعل العِين صفة لقوله تعالى ” قاصرات الطرف ” في نفس الآية ، و أرجع الضمير المؤنث إلى الحور في الآية الثانية كما أنه وصف الحور في نفس الآية بقوله ” مقصورات ” فدل ذلك على أن الحور و العين في الآيات جمع حوراء و عيناء لا الأحور و الأعين و لا الأعم منهما .. أضف إلى ذلك أن الروايات تدل بكل وضوح على أن المقصود زوجات المؤمنين في الجنة و قد بيّنت الروايات مهور الحور العين و من المعلوم أن المهر يجعل للإناث لا الذكور …
و أما العدل فلا يعني أن يُجعل للنساء جميع ما جُعل للرجال بل العدل هو وضع كل شيء في محله و إعطاء كل ذي حق حقه ( و قد يقال ان العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه و الحكمة هي وضع كل شيء في محله ، فإذا لم يكن هناك حق لم يتحقق العدل و لا الظلم لأن العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه كما أن الظلم منعه من حقه فإذا لم يكن حقٌ لم يدخل الإعطاء و المنع في مقولة العدل و الظلم ؛ و بما انه لا حق لأحد على الله تعالى فإعطاء البعض نعمةً لم يعطها لغيره لا ينافي العدل ؛ و لكن الله تعالى يعطي و يفضّل في العطاء وفقاً للحكمة و قد قلنا أن معنى الحكمة أو من جملة معانيها وضع كل شيء في محله فإذا أعطى لأجل قابلية و مَنَعَ لفَقْدِ تلك القابلية فقد وضع كل شيء في محله فلا ظلم في البين، مضافاً إلى ما أشرنا إليه من عدم استحقاق أحد على الله شيئاً و إذا كان هناك استحقاقٌ فبجعلِهِ و وعدِه و لم يَعِدِ النساء بذلك لحِكَمٍ بعضها معلومة فلا معنى للقول بأن العدل يقتضي جعل الحور العين للنساء كالرجال ) و بيان ذلك يتطلب أبحاثاً عقائدية متعددة الأبعاد و الجوانب ..
موفقين لكل خير محروسين من كل سوء و شر ..
أيوب الجعفري
ليلة الأربعاء ٢١ صفر الخير ١٤٤٠ ه ق
الموافق ٣١ / ١٠ / ٢٠١٨ م
https://telegram.me/ayoobaljafary