رؤية الله تعالى يوم القيامة
سماحة الشيخ والأستاذ الفاضل / سلام عليكم .
ونشكركم على الاجابات الوافيه التي أرسلتموها لنا . هناك مسألة كثيرا ما يسئل عنها ويناقشونها في مابينهم بخصوص رؤية الله تبارك وتعالى في الآخره فما هو الدليل على عدم الرؤيه من الكتاب والسنه أو عن العتره الطاهره . أليس الله بقادر على أن يمكّن الناس من رؤيته في الآخره فهذا سهل يسير ولا يعجزه هذا الامر . فالرجاء الإفادة إذا كان بالنفي بالأدلة القطعيه التي لا تقبل الرد وتكون مقنعه .
__
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الرؤية على قسمين رؤية بحاسة العين الباصرة و رؤية بعين البصيرة و القلب، و الأولى تستلزم أن يكون المرئيُّ جسماً و أن يعرض عليه بعض الأعراض كاللون – لأن المرئي حقيقةً هو اللون الذي يحيط بالجسم لا نفس الجسم – و أن يكون له جهة و مكان و .. و كل ذلك ينافي الألوهيةَ و كونَه تعالى واجبَ الوجود بالذات لأن الجسمية تستلزم التركب و التركب يستلزم الحدوث و الحاجة إلى الأجزاء و من يركّبها ما يعني أنه لم يكن ثم وُجد بل أُوجِد و أن هناك موجوداً كان قبله فأوجده و ..كما أن اللون من أعراض الجسم و إذا انتفت الجسمية انتفى اللون و إذا انتفى اللون انتفت الرؤية – مضافاً إلى التوالي الفاسدة الأخرى المترتبة على عروض اللون و سائر العوارض عليه تعالى عن ذلك علواً كبيراً المذكورة في الكتب الكلامية و الأبحاث العقدية و العقلية ..
و قبل الإشارة إلى الآيات و الروايات النافية لهذا القسم من الرؤية، يلزم الإلتفات إلى أن الرؤية المستلزمة لجسمية المرئيّ من المستحيلات بالنسبة لله تعالى لأنه و كما أشرنا إليه يستلزم نفي الألوهية و ما يلزم من وجوده عدمُه مستحيل و المستحيل لا يدخل تحت نطاق القدرة لأنه عدم محض، و العدم البحت و المحض خارجٌ عن القدرة و الله تعالى على كل شيء قدير و المستحيل لا حظّ له من الشيئية حتى يدخل تحت القدرة فلا يمكن القول بأنه ليس بعزيز على الله تعالى أن يمكّن الخلق من رؤيته يوم القيامة – و قد أجبنا فيما سبق على سؤال حول بعض هذه المستحيلات حيث طُرح سؤال حول قدرة الله على خلق مثلٍ له أو أن يخلق ما لا يقدر على حمله أو ما في بعض الروايات حول قدرة الله على إدخال كوكب الأرض في بيضة من دون تصغير الأرض و لا تكبير البيضة و قد أجاب أمير المؤمنين عليه السلام على ذلك كما نقله عنه حفيده الإمام الصادق عليه السلام بكلام مختصر و مفيد فقال صلوات الله عليه : “إن الله تبارك و تعالى لا ينسب إلى العجز، و الذي سالتني لا يكون” بمعنى أن ذلك لا يمكن أن يتحقق لكونه من المستحيلات الذاتية التي لا حظ لها من الشيئية و .. فليس النقص في فاعلية الفاعل أي في القدرة الإلهية بل في قابلية القابل، و نفس الكلام جارٍ في الرؤية التي تستلزم الجسمية ايضاً فلا تحصل هذه الرؤية و يستحيل تحققها كما بيّنّا ذلك مختصراً فلا يمكن أن تتحقق في الآخرة أيضاً كما يستحيل تحققها في الدنيا حيث أن الدنيا و الآخرة – كما لا يخفى عليكم – ظرفان لوجود الأشياء الإمكانية و الظرف لا يُغَيِّرُ حقيقةَ مظروفه فكيف بتبديل المستحيل بالذات إلى أمر ممكن أو جعل الممكن مستحيلاً .. فإذا كانت الرؤية أمراً مستحيلاً في الدنيا فهي من المستحيلات في الآخرة أيضاً و لهذا تطابقت الآيات و روايات أهل البيت عليهم السلام على عدم إمكان الرؤية البصرية، و ما يُستشم منه ذلك فالمقصود منه القسم الثاني من الرؤية و هي الرؤية بعين القلب و التي تعني العلم و المعرفة بالله تعالى أو بأسمائه و صفاته جل و علا، و أما الرؤية البصرية و مشاهدة الذات المقدسة الإلهية بالعين الباصرة الجسمانية فهي مضافاً إلى استحالتها عقلاً، من أساطير و خرافات اليهود أو أنها كانت من الأساطير التي ظهرت في طائفة من اليهود و تسربت – و للأسف الشديد – إلى بعض الفرق و الطوائف الإسلامية و اعتقد بها بعضهم إلى حدّ تكفير منكريها مع أن واقع الأمر هو أن معتقدها هو الخارج عن التوحيد لو كان ملتفتاً إلى لوازمها، و مع ذلك نحن لا نخرجه عن الملة لمجرد ذلك لعلمنا بجهله و عدم التفاته إلى لوازم ذلك ..
اما الأدلة النقلية – الآيات و الروايات – فما يدل منها على نفي الرؤية البصرية كثير فمن القرآن قوله تعالى : “لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير” فنفى إمكانيةَ أن تدركه الأبصار و لم يقيد ذلك بالدنيا، و من الممكن أن نقول أن قوله تعالى : “وهو اللطيف الخبير” بمنزلة التعليل للجملتين السابقتين و تم ذكرهما بنحو اللف و النشر المرتّب – كما يقول علماء البلاغة – فعلّل عدم إدراك الأبصار له بقوله : “و هو اللطيف” حيث أن لطافة وجوده و بساطته التامة مانعة من إمكان رؤيته بحاسة العين الباصرة الجسمانية التي لا تُدرِك إلا المحسوسات و الجسمانيات، كما علل إدراكه تعالى الأبصارَ بقوله جل جلاله : “الخبير” فالخبير بقول مطلق يدرك الأبصار مع أن الأبصار لا تدركه لِلَطافتِه ..
و منه قوله تعالى : “قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ..” فاليهود كانوا قد طلبوا من موسى عليه السلام أن يريهم اللهُ تعالى نفسَه فيرونه بأعينهم فأنكر عليهم موسى ذلك و لكنهم أصروا عليه ذلك و طلبوا منه أن يسأل الله تعالى بأن يُرِيَ نفسَه موسى عليه السلام على أقل تقدير فلما جاء موسى إلى الميقات طلب الرؤية من الله تعالى – سواء قلنا أنه طلب الرؤية القلبية في قالب طلب هؤلاء أو قلنا أنه طلب الرؤية بالعين بياناً لما طلبه بنوا إسرائيل مع أنه يعلم هو أنه لا يمكن رؤية الله تعالى بالعين الباصرة – فجاء الجواب بقوله تعالى : “لن تراني” و “لن” لتأبيد النفي أي لا يمكن أن تراني أبداً فإذا كان قد طلب الرؤية القلبية فنقول أنه قد طلب الرؤية و المعرفة القلبية العليا المختصة بالنبوة الختمية المستفادة من قوله جل و علا في قصة المعراج : “ثم دنا فتدلى فكان قال قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد مارأى” (و توضيح ذلك يتطلب مجالاً آخر أوسع من هذا المكتوب و قد أشرنا إلى بعض جوانبه في بعض الأجوبة) فإذا كان هذا هو مطلوب موسى و قد بيّنه في قالب مطلوب بني إسرائيل و هو أن يَرَوُا اللهَ تعالى بأعينهم أو أن يرى موسى ربَّه بعينه، فقد نفاهما الله تعالى بقوله “لن تراني” و دل بذلك على الاستحالة حيث نفاه بلفظ “لن” الدال على أبدية النفي .. و أما إذا كان قد طلب الرؤية البصرية الجسمانية لمجرد حكاية طلب بني إسرائيل – لأن موسى نفسه يعلم حق العلم و اليقين أن الله تعالى شأنه لا يمكن مشاهدته بالعين الباصرة بل يعلم ذلك كلُّ مؤمن عارفٍ بمفاهيم الدين مُلِمٍّ بالمعتقدات مُدرِكٍ لمفهوم التجرد التام عن المادة و الماديات؛ فإذا كان قد طلب هذه الرؤية فدلالة الآية على مطلوبنا أوضح حيث أنه نَفَى إمكانية الرؤية البصرية بصريح العبارة و إن كان الطالب لتلك الرؤية هو موسى بن عمران على نبينا و آله و عليه السلام ..
هذا، و في قوله تعالى : “ليس كمثله شيء” كفاية للدلالة على نفي جميع أشكال و أنواع التماثُل و الشبه بين الخلق و الخالق جل و علا فلو أمكنت رؤيته و مشاهدته بالعين الباصرة لكان له مثلٌ و عوذاً به و قد نفاه بما يفيد الإستغراق و الشمولية حيث نفى أن يكون له مثل بذكر نكرةٍ (و هي لفظ شيء) في سياق النفي (ليس) و النكرة في سياق النفي تفيد الإستغراق كما لا يخفى على من له إلمام بقواعد اللغة العربية بل و غير العربية أيضاً حيث إن دلالة النكرة في سياق النفي على شمولية النفي لا تختص بلغة دون أخرى كما هو واضح ..
و أما الروايات : فروايات أهل السنة مختلفة كما أن آراءهم فيها – أي في مسألة الرؤية بحاسة العين الباصرة – متشتتة فمهنم من يثبت إمكانها بل وقوعها يوم القيامة مطلقاً و للجميع : المؤمنين و الكفار، و منهم من يقيدها ببعض دون بعض فيراه المؤمن دون الكافر، و منهم من يرى أن الكافر يراه رؤية امتحان لا يجد فيها لذة كما في عمدة الباري للعيني ج٢٥ ص١٢٢ نقلاً عن صاحب كتاب التوحيد، و منهم من ينفيها عن الجميع كفاراً و مؤمنين .. – و يُطْلَبُ التفصيل من مفصلات علم الكلام و العقائد – ..
فنقول : أما رواياتهم فهي قابلة للحمل على ما لا ينافي البراهين العقلية و الآيات القرآنية النافية لإمكانية الرؤية البصرية بأن يكون المقصود منها الرؤية القلبية التي تعني العلم و المعرفة بالله تعالى و بأسمائه الحسنى وصفاته العليا .. و أما آراؤهم فلا يمكن التصرف فيها حيث أن بعضها صريح في الرؤية البصرية بل – و كما أشرنا – في بعضها تكفيرٌ لمن ينكر الرؤية البصرية يوم القيامة مع أن العكس هو الأولى أي أن إثباتها هو الموجب للكفر إذا كان عن علمٍ و التفات إلى اللوازم الباطلة كما سبق …
و أما روايات الشيعة المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام فهي متفقةٌ على نفي الرؤية البصرية و في بعضها إشارات إلى الدليل و البرهان العقلي على استحالة الرؤية ؛ فمنها ما ورد في نهج البلاغة الكلام ١٧٩ : و من كلام له عليه السلام و قد سأله ذعلب اليماني ، فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى؟ فقال : و كيف تراه؟ فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان، و لكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد منها غير مباين، متكلم لا بِرَوِيَّة، مريد لا بِهِمَّة، صانع لا بجارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته (قوله عليه السلام ” تجب القلوب من مخافته ” أي تخفق و تضطرب) . فكما ترون ينفي أمير المؤمنين و مولى الموحدين عليه السلام الرؤية بالعين و يقول أن الرؤية إنما تكون بالقلوب بحقائق الإيمان لا بالعين بمشاهدة العيان، كما ينفي صلوات الله عليه جميع ما يُستشعر منه الجسمية ..
و منها ما رواه الصدوق رضوان الله عليه في التوحيد ص١١٧ باب بيانه في معنى الواحد و التوحيد و الموحد ذيل الحديث ٢٠ : عن الإمام الصادق عليه السلام : “و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين تعالى الله عما يصفه المشبهون و الملحدون” و فيه ص ١٠٨ الحديث٢
و عن يعقوب بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد ( أي الإمام الحسن العسكري ) عليه السلام أسأله كيف يعبد العبدُ ربَّه وهو لا يراه؟! فوقّع عليه السلام يا أبا يوسف جلّ سيدي و مولاي و المنعم علي و على آبائي أن يُرى، قال : و سألته هل رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ربه؟ فوقّع عليه السلام إن الله تبارك و تعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب .
و في الحديث الخامس عن عبد الله بن سنان، عن أبيه قال : حضرت أبا جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له : يا أبا جعفر أي شئ تعبد؟ قال : الله، قال : رأيته؟ قال : لم تره العيون بمشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس، و لا يدرك بالحواس، و لا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات، لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلا هو . قال : فخرج الرجل و هو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
و في الحديث التاسع دخل أبو قرة على الإمام الرضا عليه السلام فسأله عن الحلال و الحرام و .. إلى أن وصل إلى مسألة التوحيد فقال أبو قرة : إنا رُوِينا أن الله عز و جل قسم الرؤية و الكلام بين اثنين، فقسم لموسى عليه السلام الكلام و لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم الرؤية، فقال أبو الحسن عليه السلام فمن المُبَلِّغُ عن عز و جل إلى الثقلين الجن و الإنس : (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار) (و لا يحيطون به علما) (و ليس كمثله شيء) أليس محمدا صلى الله عليه وآله و سلم؟ قال : بلى قال : فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله و أنه يدعوهم إلى الله بأمر الله و يقول : (لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار) (و لا يحيطون به علما) (و ليس كمثله شئ) ثم يقول : أنا رأيته بعيني، و أحطت به علما و هو على صورة البشر، أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي عن الله بشيء، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ! قال أبو قرة : فإنه يقول : (و لقد رآه نزلة أخرى) فقال أبو الحسن عليه السلام : إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال : (ما كذب الفؤاد ما رأى) يقول : ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه و آله و سلم ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى فقال : لقد رأى من آيات ربه الكبرى، فآيات الله عز و جل غير الله : و قد قال : (و لا يحيطون به علما) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم و وقعت المعرفة، فقال أبو قرة فتكذب بالروايات؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبت بها و ما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علم ( هكذا في النسخ و الظاهر أنه من اشتباه النسّاخ و الصواب : لا يحاط بعلم ، كما في هامش التوحيد ) ولا تدركه الأبصار، و ليس كمثله شيء .
و فيما يتعلق بالرؤية يوم القيامة فقد روى الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى في الأمالي ص ٤٩٥ الحديث ٦٧٤ : حدثنا إسماعيل بن الفضل، قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن الله تبارك و تعالى، هل يُرى في المعاد؟ فقال : سبحان الله و تعالى عن ذلك علوا كبيرا ! يا بن الفضل ، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون و كيفية، و الله خالق الألوان و الكيفية .
و في ص ٧٠٨ الحديث ٩٧٤ : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي ، قال : قلت للصادق (عليه السلام) : إن رجلا رأى ربه عز وجل في منامه، فما يكون ذلك؟ فقال : ذلك
رجل لا دين له، إن الله تبارك وتعالى لا يرى في اليقظة، و لا في المنام، ولا في الدنيا، و لا في الآخرة . و هذا الحديث واضح الدلالة و صريح في عدم إمكان الرؤية لا في اليقظة و لا في المنام، لا في للدنيا و لا في الآخرة ..
و من الروايات ما يفسر الرؤية يوم القيامة برؤية وجهِ الله تعالى و يفسر وجهَ الله بأنبيائه و أوليائه عليهم السلام ففي التوحيد للشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه ص١١٧ باب بيانه في معنى الواحد و التوحيد و الموحد الحديث ٢١ عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال عليه السلام : يا أبا الصلت إن الله تبارك و تعالى فضّل نبيه محمداً صلى الله عليه و آله و سلم على جميع خلقه من النبيين و الملائكة، و جعل طاعته طاعته و متابعته متابعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته فقال عز و جل : (من يطع الرسول فقد أطاع الله) و قال : (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : (من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله) درجة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك و تعالى، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله؟ فقال عليه السلام : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر و لكن وجه الله أنبياؤه و رسله و حججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه و معرفته، و قال الله عز و جل : (كل من عليها فان و يبقى وجه ربك) و قال عز و جل : (كل شئ هالك إلا وجهه) فالنظر إلى أنبياء الله و رسله و حججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، و قد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : (من أبغض أهل بيتي و عترتي لم يرني و لم أره يوم القيامة) و قال عليه السلام : (إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني) يا أبا الصلت إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان، و لا تدركه الأبصار و الأوهام …
موفقين لكل خير و لا تنسوني من صالح دعواتكم الكريمة
أيوب الجعفري
ليلة الثلاثاء ٩ ربيع الأول ١٤٣٩ ه ق الموافق ٢٨ / ١١ / ٢٠١٧ م