الرضا بمكروه القضاء
سؤال من أحد المؤمنين :
عن الإمام السجاد عليه السلام انه قال : ” الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين ” .
سلام عليكم . ممكن تشرح شرح بسيط عن هذا الحديث . و شكراً .
________________________________________________
الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
يعني أن الله تعالى يفعل ما يشاء حسب الحكمة و المصلحة فالقضاء و القدر بيد الله تعالى و لكن قد يتعلق القضاء و القدر بأمر يحبه الإنسان – كالغنى و الصحة و القوة و الرئاسة و .. – لأنه يراه سعادةً أو أمراً مُريحاً له مثلاً فهذا في حد ذاته جيدٌ ، و لكن قد يتعلق القضاء الإلهي بما يكرهه الإنسان كأن يكون الله تعالى قد قدّر و قضى أن يمرض الإنسان أو يُجْرَح أو يُعتقل أو يفتقر أو .. ففي هذه الموارد إذا رضي الإنسان بالقضاء الإلهي تبين أنه قد وصل إلى درجات عالية من اليقين بل قد وصل إلى أرفع درجات اليقين الموجب للتسليم لأمر الله تعالى فهو على يقين بأن ما قدّره و قضاه الله تعالى له في صالحه و إن كان بحسب الظاهر امراً يكرهه و يصعب عليه تحمّله و لكنه مع ذلك يرضى به لأنه اولاً رضا الله – و رضاه جل و علا غاية آمال العارفين بالله المحبين له تعالى – و ثانياً يعلم بأن الله تعالى لا يفعل شيئاً إلا و هو عين المصلحة و الحكمة – لأنه الخالق المالك المدبر المُشَرِّعُ الحكيم العالم القدير الرحيم ، و بالتأمل في هذه الصفات يتبين أنه لا يمكن أن يكون ما قضاه لعباده خلاف الحكمة و منافياً لمصالحهم ، فأهل اليقين يشاهدون ذلك بقلوبهم و نور بصائرهم فلا محالة يرضون بقضاء ربهم الكريم – كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عز و جل له قضاء إلا كان خيرا له و إن قُرِضَ بالمقاريض كان خيرا له و إن ملك مشارقَ الأرض و مغاربَها كان خيرا له – أصول الكافي ج ٢ ص ٦٢ باب الرضا بالقضاء الحديث ٨ ..
هذا و في الحديث إشارات إلى مطالب أخلاقية كالزهد الذي قد لُخِّصَ في قوله تعالى : ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم ” كما اشار إليه امير المؤمنين عليه السلام ، و أخرى معرفية كاندكاك مشيئة الراضي بقضاء الله تعالى في رضاه جل و علا ، و بيان ذلك يحتاج إلى تفصيل نغض الطرف عنه روماً للإختصار و نزولاً عند رغبتكم في بساطة الشرح ..
موفقين لكل خير و لا تنسوني من صالح أدعيتكم الخالصة ..
أيوب الجعفري
يوم الإثنين ٢١ محرم الحرام١٤٤٠ ه ق
الموافق ١ / ١٠ / ٢٠١٨ م
https://telegram.me/ayoobaljafary