ما معنى ( و بحمده ) في ذكري الركوع و السجود ؟
سؤال من أحد المؤمنين أدام الله عِزَّهم
السلام عليكم شيخنا .. سؤال : ما معنى قولنا (و بحمده) في ذكر السجود (سبحان ربي الأعلى و بحمده) ؟
رحم الله والديكم موفقين لكل خير ..
_______________________________________________
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
سبحان الله يعني أني أُنَزِّهُ اللهَ تعالى تنزيهاً ( تاماً و كاملاً ) عن كل نقص و عيب و حاجة فهو الكمال المطلق و عين الكمال و مُفِيضُه على من سواه ، و بحمده يعني أنني أُسَبِّحُهُ و أُنَزِّهُهُ بحمده ( كما أنني أُنَزِّهُهُ عن كل نقص و عيب و حاجة بقول مطلق و أُظهر تنزيهي بقول : سبحان ربي العظيم أو سبحان ربي الأعلى ، أُنَزِّهُهُ بحمده أيضاً ) فأُثني عليه بكونه عالماً قادراً حياً قيوماً و .. فأُنَزِّهُهُ بهذا الحمد عن كل نقص و عيب و حاجة – بمعنى أن نفس تحميده و الثناء عليه تعالى بمحامده تنزيهٌ له عن كل حد و نقص و عيب و حاجة لأن صفاته تعالى كمالاتٌ محضةٌ و الكمال المحض لا يجتمع مع الحد و النقص و العيب و الحاجة – فيكون المعنى أنني أُسَبِّحُهُ و أنزهه بنفس ذكر محامده و بنفس الثناء عليه فيكون المعنى على هذا الأساس أن نفس تحميده بهذه الأوصاف تنزيه له عن كل نقص و عيب و حاجة ..
و يحتمل أن يكون المعنى أنني أحمده بذكر اوصافه الكمالية – الجلالية و الجمالية – و مع ذلك أُنَزِّهُهُ عن النقص و عن نقائص الخلق في الأوصاف التي يمكن أن يتصف بها العباد فالله تعالى عالم و لكن علمه منزه عن حدود علم الخلق و عن النقص و الجهل المتطرق أو الذي يمكن أن يتطرق إلى علم الخلق ، فعلمُ الغير أيّاً كان ذلك الغير و إلى أيّ مبلغ من العلم وصل ، متناهٍ محدود كما انه مفاضٌ عليه من قِبَل الله تعالى و ليس ذاتياً له ، مضافاً إلى أنه يمكن أن يكون ( أي علم غيره جل و علا ) مشوباً بالجهل فيجهل و يرى أنه يعلم فيكون ما يعتقد أنه علمٌ جهلاً مركباً و هو أسوأ الجلهين ( المركب و البسيط ) و لكن الله تعالى عالم بكل شيء و لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض ، و جميع علمه منطبق على الواقع قطعاً كما أنه لا حدّ لعلمه لأنه عين الذات المقدسة غير المتناهية فعلمُه جل جلاله أيضاً لكونه عينَ غيرِ المتناهي غيرُ متناهٍ فلا يشوبه نقصٌ و لا عيبٌ من حدٍّ أو جهل ، و بذلك يتبين أن علمه تعالى – مضافاً إلى كونه عين ذاته المتعالية – ذاتي أيضاً بل كونه عين ذاته يستلزم أن يكون ذاتياً له جل و علا بمعنى انه ليس مُكتسباً و مفاضاً عليه من غيره إذ لا غير و لا عالم سواه ليُفيض أو يمكن أن يُفيض عليه العلمَ و سائرَ الفيوضات و الكمالات الوجودية بل هو مُفيض جميع العلوم الإفاضية على قلوب اوليائه و مُلقي جميع العلوم الإكتسابية على العقول و القوى الإدراكية لمن سواه … و كذا بالنسبة لسائر محامده و صفاته و كمالاته الوجودية ..
و هناك وجوه أخرى في تفسير “وبحمده” نُوْكِل ذكرها و تفصيلها لوقت و مجال آخر بعون الله تعالى ..
موفقين لكل خير ..
أيوب الجعفري
يوم السبت ٢شوال ١٤٣٩ ه ق الموافق ١٦ / ٦ / ٢٠١٨م
https://telegram.me/ayoobaljafary