كيف نبلغ الدرجات العلى و نصبح من الأكياس :
سلام شيخنا .. قبل الله طاعاتكم
شيخنا كيف لنا ان نتوفق لهذه الحكمة العلوية العظمية : “حبذا نوم الأكياس و افطارهم .. ”
كيف نتوفق لتصفية الذهن من الاوهام والخيالات والاحزان التي نبتلي بها من سوء معاملة الاخرين لنا ؟ هل نكتفي ان نقول كل ليلة قبل نومنا اني عفوت فاعفو عني ؟! ام ماذا ؟! اتمنى التوضيح و التوجية .
فالعبادات الصورية عند رب العالمين ليست معيارًا للقرب هو يريد خلو قلوبنا من ذكر الاخرين سواء بالأحقاد او الاحزان ..كيف نتحصل ذلك كله ،لعمري انه لعظيم ..و لكن اتصور ان المعصومين عليهم السلام قد اعطونا مفاتيح لكل سعادة ..
_______________________________________________
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ الدرجات العليا من القرب إلى الله تعالى يحتاج إلى تقوية العقل النظري و العقل العملي ليتحقق القرب العبودي و المعرفي من الله تعالى و هو حقيقة الكمال لأنه جل و علا عين الكمال و منه كمال كل ذي كمال ، فتقوية العقل النظري يتم عن طريق دراسة المعارف الإلهية و ترسيخ العقائد الحقة في القلب بعد العقل ، كما أن تقوية العقل العملي يتم عن طريق تهذيب النفس بالمشارطة و المراقبة و المحاسبة و المعاتبة و أحياناً بالمعاقبة فيلزم أن يشترط على نفسه و يتعهد لله تعالى بأن لا يذنب و لا يرتكب معصية بل و لا شبهة ، ثم يراقب نفسه أثناء العمل و في الليل قبل نومه يحاسب نفسه فإن كان قد أطاع الله و عمل صالحاً شكر الله تعالى على توفيقه له بذلك و استزاد و إن كان قد أذنب و عصى استغفر و عاتب نفسه على كفران النعمة و التجرّؤ على المولى الكريم و ولي جميع النعم و إذا لم يُفِد العِتاب عاقب نفسه بالقيام بشيء من العبادات التي يصعب عليه القيام بها و ..
و بذلك يتمكن من السيطرة على النفس شيئاً فشيئاً فتتحقق التخلية – تخلية القلب من ظلمات الذنوب و كدورات الرذائل – و تستعد النفس للمراحل الأخرى من التحلية و التجلية – و بيانهما يتطلب مجالاً آخر – و بذلك يصبح مؤمناً حقيقياً و المؤمن كيّس فيصبح نومه نوم الأكياس و يقظته يقظة الأكياس و تمام حركاته و سكناته حركات الأكياس و سكناتهم فيتمنى غيره أن يكون مثله بل أن يتشبّه به ..
و من جملة ما يُفيد و يُعين في تحقق تزكية النفس و طهارتها التوسل بالمقربين لدى الله تعالى و هم أهل بيت النبوة لا سيما أبي عبد الله الحسين عليه و عليهم السلام ..
رزقنا الله تعالى و إياكم حُبَّه و قُربه بحق محمد و آله عليهم صلوات الله و الملائكة و الناس أجمعين
أيوب الجعفري
ليلة الأربعاء ١٠ رجب الأصب ١٤٣٩ ه ق
الموافق ٢٨ / ٣ / ٢٠١٨ م
https://telegram.me/ayoobaljafary