السلام عليكم سماحة الشيخ

ما رأي المذهب الجعفري في ما يقوله صاحب الفيديو  عن الاختلاف بين العام و السنة و الحول و الحجه

علما بأنني ارى ان كلامه غير صحيح ولكن ليست لدي ادله ، فقط سمعت بعض اصحاب المنابر يحدثون عن حل المعصومين للمعضلات من خلال تفسير الآيات القرانية من خلال توافق عدة المرادفات

جزاكم الله كل خير شيخنا الجليل

______________________________

( و الجدير بالذكر أن المستفسر المحترم أرسل لي ملفاً تصويرياً – فيديو – للدكتو منصور الكيالي يدعي فيه أنه لا يوجد في القرآن مترادفات و لهذا ليس معنى ألف سنة إلا خمسين عاماً أن نوحاً عاش تسعمأة و خمسين عاماً لأنه ليس العام بمعنى السنة و كما لا يصح طرح التفاح عن البرتقال فلا يقال لدي ست برتقالات إلا ثلاث تفاحات كذلك لا يمكن طرح العام من السنة ،  و بناء عليه المقصود أن نوحاً عاش ألفاً و خمسين سنة  لا ألفاً إلا خمسين سنة)  

يبدو أنه قد التبس الأمر على الدكتور  فتصور أن المترادفين يتوافقان في جميع خصوصيات المعنى مضافاً إلى المعنى نفسه ،  و لو كان كذلك لما كان للمترادفين مصداق في لغة من اللغات ،  إلا أن المترادفين بمعنى أن اللفظين يستعملان في معنى واحد مع غض النظر عن سبب اطلاق هذا اللفظ على هذا المعنى ،  فالإنسان و البشر بمعنى واحد إلا أن جهة تسميته بالإنسان تختلف عن جهة تسميته بالبشر  فيسمى بالبشر لإحاطة البشرة بجسمه كما يسمى بالإنسان لأنسه ببني نوعه أو لطروّ النسيان عليه و لكن المصداق الخارجي للبشر و للإنسان شيء واحد و هو هذا الموجود العاقل المدرك للكليات ( و ما یُعَبَّرُ عنه في علم المنطق بالحيوان الناطق ، و إن لم يكن تعبيراً دقيقاً في تعريف و بيان حقيقة الإنسان ، و توضيحُه يتطلب مجالاً آخر )  … و نفس الأمر ينطبق على السنة و العام و الحجة و الحول ،  و أما حمل الحول في بعض الموارد على الأقل من سنة كاملة فهو من باب الحكم الشرعي لا من باب اختلاف المعنى فالشرع أحيانا يوسع أو يضيق المعنى اللغوي أو موضوع الحكم الشرعي مثل الصلاة حيث أن معناها معروف و لكن تأتي بعض الروايات و توسع دائرة الصلاة فتقول : ” الطواف بالبيت صلاةٌ ” و كذلك لفظ السنة مأخوذ من السنة بمعنى القحط و لكن سمي العام بالسنة لأن القحط لا يكون في الشهر و الشهرين بل يتحقق بعدم نزول المطر عاماً كاملاً و لهذا كان منشأ تسمية السنة بهذا الإسم هو هذا الأمر ، و لكن لا يعني ذلك أن السنة غير العام و كذلك تسمية العام بالحجة لاشتماله على أشهر الحج كما يسمى الأسبوع بالجمعة في كثير من الروايات لاشتمال الأسبوع على يوم الجمعة … فالاختلاف في منشأ و سبب التسمية لا يدل على الإختلاف في المعنى كي يقال لا يوجد في القرآن مترادفات ،  نعم عادةً يلاحظ القرآن في استعمالاته مناشىء التسميات أيضاً فمثلاً عندما يدعو إلى الإيمان و قبول الدعوة و…  لا يستخدم كلمة المجيء أو الإتيان فلا يقول : ” قل جيئوا” أو “ائتوا” بل يقول : ” قل تعالوا أتل ما ماحرم ربكم عليكم …    ” و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله .. ” و ….  لأنه يريد أن يقول أن اتّباع القرآن و قبول الدعوة و الاستماع الى ما يذكره القرآن من المحرمات لاجتنابها يؤدي إلى تعالي الإنسان و ارتقائه إلى درجات القرب و لهذا يعبر بـ ” تعالوا ” و لم يستعمل سائر المرادفات … ( و الجدير بالذكر أن العرب قديماً كانوا يبنون بيوتهم على سفح الجبل تَوَقّیاً من السيول و الفيضانات ، و كان الأطفال يذهبون عصراً للعب و ینزلون من الجبل ، و كانت الأمهات عند دخول اللیل ينادين أطفالهن بقولهن :  ” تعالوا ” فباعتبار أن المجيء و الرجوع إلى البيت كان مستلزماً للصعود على الجبل ، لم يستعملوا لفظ المجيء أو الإتيان بل كانوا يستعملون لفظاً يدل على الصعود مضافاً إلى أصل المجيء و هو لفظ تعال و تعالوا و تعالین و .. ، و القرآن الكريم أيضاً يستعمل لفظ التعالي دون المجيء و الإتيان للدلالة على أن قبول الدين بالإيمان و التخلق بأخلاق الله و العمل الصالح و الابتعاد عن الشيطان و المعاصي .. أسباب للرُّقيّ و تعالي الروح و صعود الإنسان مدارج الكمال و القرب إلى الله تعالى …)  

و بارك الله فيكم و قضى حوائجكم و وفقكم لكل خير و لا تنسوني من صالح دعواتكم الخالصة