سلام عليكم شيخنا..
في سورة الأحزاب آية 72 يقول الله تعالى
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)
هل هذا يعني أن الله سأل كل إنسان قبل أن يخلقه إذا كان يريد حمل الأمانة و خوض امتحان الدنيا.. ولماذا لا نتذكر إن كنا قد سُإلنا قبل ان يخلقنا الله تعالى.
و ما المقصود من قوله تعالى (إنه كان ظلومآ جهولا) هل هذا ذم للإنسان بأنه كان جاهلآ عندما قبل ان يحمل الأمانة أم هناك معنى آخر.
وفقكم الله لكل خير
____________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأمانة على ما في بعض الروايات هي الولاية ، و الولاية تشمل الولاية الإلهية و ولاية أولياء الله تعالى من الأنبياء و الأئمة عليهم السلام و التي هي شأن من شئون ولاية الله جل و علا و في طوله فليس لغيره تعالى ولاية مستقلة بل ولاية من سواه من الأنبياء و الأولياء بإذن الله و هي عطية ربانية لهم لا أن لهم ولاية قبال ولاية الله تعالى ، و على أية حال المقصود من حملها و الإباء عن حملها – كما قال العلامة الطباطبائي قدس سره الشريف – وجود استعدادها و صلاحية التلبس بها و عدمه … فالسموات و الأرض و الجبال مع كونها عظيمة ليس فيها استعداد و قابلية حمل الولاية الإلهية و المقصود من إبائها لحملها هو أنها ليست قابلة لذلك و ليس فيها صلاحية حمل الأمانة و لكن الإنسان بما أنه خُلق لأن يكون مكلفاً فجُعلت فيه الفطرة و قوة التعقل كما جُعلت فيه قوة الشهوة و الغضب ، ففيه صلاحية حمل الأمانة و لهذا ينقسم الناس بحمل الأمانة و حفظها و أداء حقها و عدمه بالخيانة ، إلى منافق و مشرك و مؤمن ، فيعذَّبُ المنافق و المشرك لأجل ذلك كما صرح بذلك في الآية التالية لآية الأمانة : ” ليعذب الله المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات و يتوب الله على المؤمنين و المؤمنات و كان الله غفوراً رحيماً ” و هذا هو السر في كون الإنسان ظلوماً جهولاً و أما السموات و الأرض و الجبال فهي مؤمنة بالله مطيعة له تكويناً و تشريعاً كما قال عز و جل : ” تسبح له السموات السبع و الأرض و من فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم ” و قال عز من قائل : ” و النجم و الشجر يسجدان ” و قال جل و علا : ” ألم تر أن الله يسبح له من في السموات و الأرض و الطيرُ صافاتٍ كلٌ قد علم صلاته و تسبيحه و الله عليم بما يفعلون “ و …
و بارك الله فيكم و قضى حوائجكم و وفقكم لكل خير ..