التمييز بين وساوس الشيطان و النفس الأمارة – هل الزهراء عليها السلام من حجج الله تعالى؟

سلام عليكم شيخنا . مأجورين بمصابنا في سيد الساجدين عليه السلام .

١- كيف نميز بين وسوسة الشيطان و النفس الأمارة بالسوء؟

٢- في كثير من الزيارات وردت أذكار مثل : و أشهد ان علياً أمير المؤمنين حجته و الحسن حجته والحسين حجته الى صاحب الامر عليه السلام، كمثل زيارة آل يس، و لَم أرى قط بأن الزهراء عليها السلام حجة الله؟ ما علّة ذلك؟؟

جزاكم الله خير الجزاء

____________________________________________

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

١ – لا يوجد دليل شرعي – و بعتبير أدق : لم أجد دليلاً شرعيا – يدل على الفرق بينهما و لا داعي لذلك فإن الشيطان و النفس الأمارة كلاهما يدعوان إلى الشر فما يدعو إليه الشيطان هو ما تدعو إليه النفس الأمارة و ما تدعو إليه النفس الأمارة هو مطلوب الشيطان، نعم قد قيل أن مطلوب الشيطان هو أصل العصيان أياً كان نوعه – سواء عُدّ من رغبات الإنسان ام لا – و أما النفس الأمارة فمطلوبها تحقيق رغباتها و ليس أصل العصيان، إلا أن هذا بيان لمطلوبهما و ليس فرقاً بين وسوستيهما بحيث نميز به أن هذا من وساوس الشيطان أو النفس الأمارة و لكن على ضوء ذلك نتمكن من القول بأن كل ما يكون من وساوس النفس الأمارة بالسوء فهو مطلوب للشيطان و يكون من وساوسه أيضاً و لكن ليس كل ما يوسوس به الشيطان من وساوس النفس الأمارة لأن الشيطان يريد العصيان سواء حقّق رغبات الإنسان النفسانية أم لا ..

و عموماً – و كما مرت الإشارة إليه – لا داعي للتمييز بين الوسوستين و إنما المهم هو تهذيب النفس و السيطرة العقلانية عليها و جعلها تحت إمرة الشرع و العقل و بذلك نكون قد تمكنا من السيطرة على وساوس الشيطان أيضاً فبتهذيب النفس نتمكن من منع الشيطان من التأثير السلبي علينا في أعمالنا و أخلاقنا و عقائدنا ..

۲ – يبدو أن أمثال هذه الزيارات في مقام بيان الحجج الإلهية المتمثلة في الأئمة عليهم السلام و بعبارة أخرى في مقام بيان الإمامة و الأئمة عليهم السلام و بما أن منصب الإمامة مختص بالرجال من أهل البيت عليهم السلام فلا معنى لذكر الزهراء عليها السلام، و لا يعني ذلك أنها ليست من حجج الله تعالى كما ان ما تفضلتم به من أنكم لم تجدوا قط ما يدل على أنها حجة الله لا يدل على عدم وجود ما يدل على ذلك فإن هناك روايات تدل على أن فاطمة الزهراء عليها السلام أيضاً حجة الله بل في بعض الروايات أن الأئمة عليهم السلام حجج الله على الناس و فاطمة الزهراء عليها السلام حجة الله على الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين  كما في الحديث المروي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام حيث قال صلوات الله عليه : “نحن حجج الله على الخلق – أو على خلقه – و جدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا” ..

هذا و قد ورد عن الإمام صاحب الأمر عليه السلام و عجل الله تعالى فرحه الشريف أنه قال : “و في ابنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لي أسوة حسنة” و لا يمكن القول بأنها أسوة حسنة لصاحب الزمان عليه السلام و ليست حجة لله على الخلق فإن من يكون أسوةً لحجة الله حجةٌ لله تعالى لا محالة – إن لم نقل أنه حجة الله بطريق أولى – و إلا لما كان أسوة لحجة الله جل و علا كما لا يخفى  ..

أضف إلى ذلك أن فاطمة الزهراء عليها السلام من أجلى مصاديق أهل البيت عليهم السلام الذين نزلت فيهم آية التطهير الدالة على العصمة الكبرى و الحصرية، و غير خافٍ على سماحتكم  أن المعصوم و لا سيما إذا كانت عصمته في أعلى المراتب و كانت تلك المرتبة حصرية، حجةٌ لله تعالى على من دونه من الخلق و إذا كانت فاطمة الزهراء عليها السلام من أجلى مصاديق آية التطهير الدالة على العصمة الكبرى و الحصرية لأصحاب الكساء الخمسة تنزيلاً و لسائر الأئمة عليهم السلام تأويلاً؛ فهي لا محالة حجة الله تعالى على خلقه و كيف لا تكون كذلك و قد فُطم الخلق عن معرفتها و دارت القرون الأولى على معرفتها كما في الأخبار ..

موفقين لكل خير و لا تنسوني من صالح دعواتكم الكريمة  ..

أيوب الجعفري

ليلة الأحد  ١ صفر المظفر ١٤٣٩ ه ق
الموافق ٢٢ / ١٠ / ٢٠١٧ م