زيارة الحسين عليه السلام – ” من زارني زرته و لو كان في قعر جهنم لأخرجته “
-الإمام الحسين الشهيد (ع)-
سلام شيخنا ، طول الله في عمرك و تكون لنا دائم ذخر و سند ان شاء الله ،.
ما مدا صحت هذا الحديث و هل فعلا انه اله زار الامام حسين (ع) بقلب صافي و قصده تقدير الامام راح يخرجه من الجهنم لا سمح الله اذا دخله …
لكم مني جزيل الشكر
___________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم مضمون الحديث صحيح لا مشكلة فيه فإن زائر الحسين عليه السلام مؤمن و المؤمن تشمله الشفاعة ، فإن كان المؤمن بالولاية مذنباً مستحقاً للعذاب فقد يُبتلى في الدنيا بمصائب و مصاعب عقاباً لما فعله و قد يعذب في عالم البرزخ فتنتهي عقوبته هناك و قد يستمر أثر ذنبه إلى المحشر فيطول مُقامه هناك قبل الدخول في الجنة فيكون ذلك عقاباً لذنوبه ثم يدخل الجنة بانتهاء أثر ذنوبه أو بشفاعة الشافعين ، و قد يستحق الدخول في النار لعِظَمِ ما اقترفه و لكنه مع ذلك في النهاية من أهل الجنة لتحقق أصل الايمان فيه و لكونه قد أتى ببعض الصالحات فقد يستحق عقاباً و عذاباً طويل الأمد فتشمله الشفاعة و هو في جهنم و سيخرج من العذاب لأجل الشفاعة ، و هذا الحديث في مقام بيان الثواب العظيم لزيارته عليه السلام فحتى لو كان الزائر مستحقاً لدخول النار و لكن الحسين عليه السلام سينقذه منها إما قبل الدخول فيها أو بعده..
هذا مضافاً إلى أن زيارة الحسين يوجب تساقط الذنوب فالمذنب في العذاب و هو في الدنيا لأن العذاب نفس العمل ( و ما تجزون إلا ما كنتم تعملون) ففي الآخرة سينجلي له ذلك و يظهر ملكوته و يحس بعذابه الذي لم يحس به و هو في الدنيا فإن العذاب متحقق في هذه الدنيا كما يقول تعالى عن أكل مال اليتيم : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً) فهم من الناحية الملكوتية يأكلون النار في الدنيا و إن لم يحسوا بها و هم في الدنيا و لكن سيظهر هذا الملكوت في العقبى و سيعرفون أنهم كانوا يأكلون النار ( يوم تُبلى السرائر) .. و إذا تبين ذلك فالمذنب المستحق لدخول النار مُحاطٌ بالنار و هو في الدنيا و بزيارة الحسين عليه السلام تتساقط ذنوبه التي بينه و بين الله تعالى – كما أن المعتمر يرجع كيوم ولدته أمه – ففي الواقع زيارة الحسين عليه السلام تُخرجه من النار و من جحيم عمله فينجو من العذاب المترتب على سوء عمله السابق و عليه أن يراقب نفسه في قابل الأيام كي لا يرجع إلى ما كان عليه … و هذا من جملة آثار زيارته عليه السلام كما أنه من محتملات أو مصاديق الحديث الذي أشرتم إليه ..
و بارك الله فيكم و قضى حوائجكم و وفقكم لكل خير..