سلام عليكم شيخنا العزيز

صبحكم الله بالخير و تقبل الله أعمالكم

سؤال  :

في الفقرة الأخيرة من زيارة عاشوراء (فقرة السجود) هناك حمد الشاكرين على مصابهم و حمد على عظيم الرزية … 

فلماذا الحمد؟  

و ما المقصود بحمد الشاكرين؟

_____________________________________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته و طابت أوقاتكم بكل خير و عافية 

النظر إلى المصيبة بما أنها مصيبة لا تعد نعمة بل بلاء و عذاب و لكن النظر إليها بما أنها وسيلة لتكفير الذنوب أو مرقاة للكمال و التقرب إلى الله تعالى نعمة عظيمة تستحق الشكر ..  و من المعلوم أن الله تعالى لا يريد لعباده إلا السعادة و الرحمة و الكمال و لا ينحصر طريق ذلك بالرفاه و الرخاء بل قد يتوقف على تحمل المشاق و المصائب و بهذا الاعتبار تعد المصيبة نعمة إلهية نتيجها ما يبتغيه الانسان و يبحث عنه و هو الكمال فإن الإنسان و كل موجود ذي شعور و تكليف يبحث عن الكمال و السعادة فيطلبهما و إن توقفا على المصائب و المصاعب ،  كما أن المريض يطلب الصحة و يتوسل بجميع الوسائل لنيلها و لو كانت الوسيلة دواءً مُرّاً لا يستسيغه و لكن بنظره إلى النتيجة يرى أن تناول هذا الدواء أمر حسن مستحسن و لا ينظر إلى مرارته….  و كذا المصيبة دواء مُرّ بظاهرها و لكنها نعمة توجب إزالة آثار المعاصي أو  نيل الكمال و السعادة و هذا ما يستدعي الشكر … و الامام الحسين عليه السلام أيضاً قد كُتبت له منزلة لا ينالها إلا بالشهادة كما في بعض الروايات فشهادته بالطريقة التي استشهد بها كانت صعبة جداً و مصيبة عظيمة و رزية ليس مثلها رزية و لكنها و لأجل كونها وسيلة لنيل تلك الدرجة كانت نعمة إلهية تستدعي الشكر .. فحمد الشاكرين هو أن يرى تلك المصيبة نعمة تستدعي الشكر لا أن يحمد الله لأجل أنه يلزم حمده على كل حال كما يقول بعض أصحاب المصيبة  ” الحمد لله على كل حال ” مما يعني أحياناً  – لا دائماً – أنني غير راض عن وضعيتي و لكن أحمد الله تعالى على كل حال …