السلام عليكم شيخ 

 لماذا يصلون الشيعة على التربة؟

______________________________________________

 الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

يسجدون عليها لأن السجود لا يصح إلا على الأرض و ما أنبتت إلا المأكول و الملبوس كما في الروايات ،  و التربة من الأرض ،  و أما السجاد فهو و إن كان أصله من الأرض حيث أنه من فرو الحيوان أو شعره أو وبره و الحيوان من الأرض كما لا يخفى إلا أنه ملبوس و لا يصح السجود على المبلوس ،  و بما أن أرضيات البيوت و المساجد مفروشة بالسجاد لزم أن يكون معنا شيء يكون من الأرض لا يكون ملبوساً و لا مأكولاً  و لهذا نصطحب التربة للسجود عليها لأنها من الأرض و ليست من الملبوسات و لا المأكولات .. 

و في روايات أهل السنة : ” جُعلت لي الأرض مسجداً و طهوراً  ” و من المعلوم أن السجاد لا يصدق عليه أنه أرض و لكن يصدق على التربة أنها أرض لأنها تراب و التراب من الأرض  .. و 

لهذا نسجد على التربة ..

 ______________________________________________

المستفسر  : 

شكرا لكم شيخ ولكن ما حكمة السجود على شي لا ياكل ولايلبس؟

______________________________________________     

 الجواب :

أولاً هو حكم شرعي تعبدي و المطلوب في التعبديات هو التسليم و هو الأفضل من الطاعة مع معرفة العلة أو الحكمة بمعنى أن يكون الإنسان مطيعاً من دون معرفة الحكمة و الفلسفة أفضل من أن يكون م طبعا مع معرفتها فإن من يعلم بأن هذا سمٌ فمن الطبيعي أن لا يتناوله سواء أمره المولى بالإجتناب أم لا ، فالمهم أن نصل إلى درجة التسليم لله تعالى لأنه الله و لأنه لا يأمر و لا ينهى إلا بحكمة علمناها أم لم نعلمها – و هذا متوقف على معرفة مقدمات قد أشرنا إليها في بعض الأجوبة على الأسئلة الواردة –  كما أن إبراهيم الخليل و إسماعيل عليهما السلام سلّما أمرهما لله في قضية الذبح حيث لم يسألا عن سبب الذبح و سلما الأمر لله تعالى : ” فلما أسلما و تله للجبين ..  ” ، و أما ثانياً فيلزم وضع أشرف مواضع الوجود الجسماني للإنسان – الجبهة – على أحطّ و أخس مراتب الوجود و هو الجماد الذي لا يرى له الإنسان حرمة و قداسة ليكون علامة على تواضعه و خضوعه الروحاني التام لرب العالمين و ليكون على علم أن أصله هذا التراب و سيعود إلى التراب فلا يتكبر لا على الله تعالى و لا على عباده جل و علا لأن الفضل إنما يكون بكسب الفضائل الأخلاقية و الكمالات الوجودية و الفضائل الروحانية ،  و الكمال الوجودي و الفضل الروحاني ينافي التكبر و لهذا يلزم أن يلتفت إلى ذلك بوضع جبهته على التراب و ليعلم أن  الكمال ليس بالمال و لا بالجمال في الجسم و لا بقوة البدن بل بكمالات الروح ..

موفقين لكل خير ..

                                         أيوب الجعفري