هل الإسشفاء بالتربة شرك و ينافي وجود المستشفيات و مراجعة الأطباء ؟
هل طلب الشفاء من التربه شرك ام لا !؟
و ان كان صحيح الشفاء في تربه الامام حسين (ع) فلما المستشفيات و الدكاتره !؟
سلام عليكم شيخنا الجليل
سألني احد الاخوة من اهل السنه هذا السؤال فماذا اجواب عليه
__________________________________
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الإستشفاء بالتربة ليس طلباً للشفاء من التربة بل في الواقع كون التربة منسوبة إلى الإمام الحسين عليه السلام و كون الإمام الحسين ولياً من أولياء الله تعالى يوجب أن يكون الطلب في الواقع من الله تعالى بأن يجعل فيها الشفاء كما يجعله في الأدوية و بالأدعية .. فكما جعل الله تعالى شفاء عين يعقوب عليه السلام بإلقاء قميص يوسف عليه السلام عليها فردّ الله بصره بذلك كذلك قد جعل الشفاء في تربة الحسين عليه السلام كما ورد في روايتنا .. و تجدر الاشارة إلى أنه : عادة لا يتحقق الشفاء بخوارق العادة إلا بعد اليأس من الأطباء ، فالمسار الطبيعي هو مراجعة الأطباء و استعمال الأدوية فإن رأى الأطباء أنهم عاجزون عن العلاج توسّلنا بأولياء الله عليهم السلام بأن يدعوا الله تعالى ليشافينا ، أو طلبنا من الله تعالى أن يشافينا بحق الإمام الحسين أو أن يجعل الشفاء في تربته عليه السلام كرامة له صلوات الله تعالى عليه .. ( مضافاً إلى جهات أخرى لا مجال للتطرق لها) و بهذا يتبين أنه لا منافاة بين وجود المستشفيات و الأطباء و بين الاستشفاء بالتربة الحسينية أو بالتوسل بأولياء الله تعالى .. كما أن من جملة الوسائل هو الدعاء و مع ذلك لم يقل أحد بأنه إذا كان الدعاء سبباً للشفاء فما الحاجة إلى المستشفيات و الأطباء .. فالمستشفيات و الأطباء من جملة أسباب الشفاء و لكن بإذن الله تعالى فالأطباء أيضاً وسائط و تأثير علاجهم في طول إرادة الله تعالى لا في عرضها ، فلو كانت مراجعة المستشفيات و الأطباء لأجل الإعتقاد أن لهؤلاء استقلاليةً في العلاج و منح الشفاء للمريض – و هذا ما يعبر عنه بأننا نراهم في عرض الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً – كان شركاً ، فالجميع من الأطباء و المستشفيات و الأدوية و كذلك الأولياء و التربة الحسينية و .. أسباب قد جعلها الله تعالى مؤثرة في العلاج و إنما تؤثر إذا أراد الله جل و علا تأثيرَها في العلاج و تحقق العافية و الشفاء و لولا إرادة الله تعالى لما تحقق الشفاء لا بمراجعة الأطباء و لا بمراجعة الأطباء و المستشفيات و لا بالتربة و لا بالطلب من أولياء الله تعالى ، و أساساً لا مؤثر في الوجود إلا الله تعالى فلا يتحقق في الكون شيء إلا بإذن الله تعالى و هو الذي يُعَبَّر عنه بالتوحيد الأفعالي – من دون أن يُسلب الإنسان و أمثاله من المكلفين الاختيارَ في أفعالهم التكليفية بمعنى أن الإنسان و الجن و أمثالهما مخيرون في أفعالهم و ليسوا مسيَّرين و مع ذلك لا يمكن أن يصدر شيء من دون إذن الله تعالى فالله هو من يعطي القدرة للإنسان و الجن و .. ليتمكنوا من الإختيار و إرادة الفعل أو الترك و لولا ذلك لما تمكن من فعل شيء أو تركه بل و لا من إرادة ذلك – و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله – و مع ذلك الإنسان هو من يختار ، فالله يجعله مختاراً و الإنسان يختار بتلك الإرادة و القدرة الممنوحة له من الله ، و هذا إجمال لبحث دقيق في التوحيد الأفعالي و مسألة الجبر و التفويض و الأمر بين الأمرين كما يمكن بذلك معرفة مسألة القضاء و القدر الإلهي و يتطلب ذلك بحثاً مفصلاً و دقيقاً جداً … و لكن بالتأمل فيما ذكرنا و أشرنا إليه تنحل الشبهة بشكل واضح ..
موفقين لكل خير
٢٥ ربيع الأول ١٤٣٨ هـ ق – ۲۴ / ۱۲ / ۲۰۱۶ م
أيوب الجعفري