السلام عليكم
عندي سؤال اذا ماعليك امر
ليش نصلي الظهر والعصر او المغرب والعشاء جمع ليش مانصلي كل صلاه في وقتها
_________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نحن نرى – حسب الأدلة الشرعية – أن وقت الظهرين يدخل بزوال الشمس ، و العشائين بزوال الحمرة المشرقية بعد غروب الشمس إلا أنه يجب تقديم الظهر على العصر ، و المغرب على العشاء ، و من باب المثال ورد في صحيحة عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ( الصادق) عليه السلام : ” إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين إلا أن هذه قبل هذه ” ، و إذا دخل الوقت جاز الاتيان بالصلاة الثانية بعد الأولى مباشرة لأن الصلاة قبل الوقت هو الموجب للبطلان لا داخل الوقت .. مضافاً إلى أن أهل السنة أيضاً يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحياناً يجمع بين الصلاتين بلا علة ففي المعجم الكبير للطبراني ج ١٢ ص ٩٢ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم جمع بين الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء بالمدينة من غير علة ، فقيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال التوسع على أمته .
و في مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٤ و المسند للشافعي ص ٢١٤ و سنن أبي داود ج ١ ص ٢٧٢ و سنن الترمذي ج١ ص ١٢١ و ج ٥ ص ٣٩٢ و سنن النسائي ج١ ص ٢٩٠ و شرح صحيح مسلم للنووي ج ٥ ص ٢١٨ و …. عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء في المدينة من غير خوف و لا مطر (و في بعض الروايات : من غير خوف و لا سفر) قلت لابن عباس لم فعل ذلك قال : كي لا يحرج أمته .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجمع بينهما فمعناه أن وقت الصلاتين واحد إلا أنه يشترط أن تكون صلاة الظهر قبل صلاة العصر ، و صلاة المغرب قبل صلاة العشاء ، فحتى لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصليهما معاً لعذر لكنا نقول أن العذر لا يجوِّز الصلاة قبل الوقت فمثلاً لو كان المكلف مسافراً – و السفر في نظر إخواننا أهل السنة عذر يوجب جواز الجمع – فهل يجوز له أن يصلي المغرب في الساعة الرابعة عصراً قبل غروب الشمس مثلاً ؟!فالعذر لا يوجب جوازَ الصلاة و صحتَها قبل الوقت ، و إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أنه بمجرد زوال الشمس يدخل وقت الظهرين معاً إلا أنه يلزم الاتيان بالظهر قبل العصر و كذلك بالنسبة للعشائين فبمجرد زوال الحمرة المشرقية على رأي غالب الشيعة و اختفاء و غروب قرص الشمس على رأي بعض الشيعة و غالب أهل السنة، يدخل وقت العشائين معا إلا أنه يشترط الإتيان بالمغرب قبل العشاء ، هذا كله لو قلنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع لأجل العذر فقط و لكن روايات أهل السنة تقول أنه كان يجمع لغير عذر فدلالة هذه الروايات على اتحاد وقت الصلاتين أوضح … موفقين لكل خير ..
أيوب الجعفري
_______________________________________________
سؤال آخر في هذا الباب :
الجمع بين الصلاتين :
بسم الله الرحمن الرحيم أرسل لي بعض الإخوة مقطعاً مرئياً يتحدث فيه أحدهم حول الجمع بين الصلاتين فينتقد الجمع و عدم التفريق بينهما بل و يستشكل فيه و يستشهد بفعل النبي الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم و أنه لم يجمع بين الصلاتين إلا مرة أو مرتين ، و طلب مني هذا الأخ أن أكتب جوابا و ان كان مختصرا و إليكم ما تمت كتابته في الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. لم يقل أحد بوجوب الجمع بين الصلاتين المترتبتين ( كالظهرين و العشائين ) و إنما الكلام في الترخيص و قد ورد الترخيص بالجمع في رواياتنا و روايات أهل السنة و إذا ثبت الترخيص لم يكن فرقٌ بين ما إذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم جمع أم لا ، و إذا جمع كان قد جمع مرة أو ألف مرة ، المهم أن الروايات ترخص الجمع كما ترخص التفريق سواء كان الجمع لسبب أم لا حيث انه قد ورد في روايات أهل السنة أيضا أن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله جمع بين الظهرين مثلا من غير عذر ، و أما روايات أهل البيت فهناك روايات متعددة تدل على ذلك و من جملتها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في جواب سؤال عن وقت الظهرين : “إذا زالت الشمس دخل وقت الظهر و العصر جميعا إلا أن هذه قبل هذه ، ثم أنت في وقت منهما جميعا حتى تغيب الشمس” و ورد عن الصادق عليه السلام بنفس هذا المضمون عن صلاة العشائين أيضاً . فلا معنى للتشكيك في جواز الجمع بين الصلاتين و الترخيص فيه مع وجود روايات تدل بصريح العبارة على ذلك ..
موفقين لكل خير و لا تنسوني من صالح أدعيتكم الخالصة ..
أيوب الجعفري
ليلة الاثنين ٩ ربيع١ ١٤٤٢ ق
الموافق ٢٦ / ١٠ / ٢٠٢٠م
https://telegram.me/ayoobaljafary