شيخنا اجيبو على هذه الإشكالية جزاكم لله خير الجزاء

شيخنا انا مستغرب من العلامة الطبرسي كيف ينقل حديثاً في تفسيره بلاسند ويقول قالو وهذه قالو للعامة والجهلة مع أحترامنا للشيخ الطبرسي وليس للمحقين واصحاب الدليل، وهل كانة في زمن العلامة الطبرسي علم الرجال؟! ومع العلم أن الشيخ الصدوق اقدم من العلامة الطبرسي يعني لم يحقق أن الحديث له حديثٌ آخر يعارضه في كتاب علل الشرائع وسنده عن زرارة؟!و هذا الحديث نقله الطبري في تفسيره وسندة عن الكتاب الأول إي التورات إذن الرواية ليست عن رسول الله ولا أهل البيت يعني الرواية منقولة إما عن كعب الاحبار وإما عن وهب ابن منبه لأن لايذكر اسمه والله غريب ياشيخنا كيف نقل مثل هذا في تفسيره ؟!وتفسيره من اهم التفاسير عند الشيعة والله غريب علم من اعلام الشيعة ينقل هذا الاشياء في تفسيره؟!

  ونرجو منكم الرد شيخنا

_______________________________

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

هناك خلاف في كيفية انتسال النسل بعد آدم و حواء و المسألة نظرية و ليست ضرورة بديهية حتى يمكن القول بصحة ذلك البديهي و بطلان القول الآخر ،  و هذا بحث له نوع ابتناء على كون حرمة زواج الأخ من الاخت ذاتية كحرمة زواج الأب من بنته و الأم من ابنها ، أم أنها شرعية تابعة للحِکَم و المصالح القابلية للتغير ،  فإذا كانت ذاتية أمكن ترجيح الروايات النافية لزواج هابيل من أخته التوأم لقابيل و كذا بالنسبة لزواج قابيل ،  و إلا لم يمكن ترجيح النافية بل قد يقال بترجيح المُثْبِتة لعدم وجود بشر آخر من غير أبناء آدم آنذاك ،  و نزول الحور العين من الجنة لأجل الزواج أو تزويجهما بالجِنّیات غير ثابت فيبقى الزواج بين الإخوة و الأخوات الذي حرمه الله تعالى في الشرائع التالية بعد آدم و قد كان – على هذا المبنى – حلالاً في دين آدم النبي عليه السلام …  فلا يمكن طرح المسألة بهذه الطريقة التي يطرحها السيد …  ،  كما أن الروايتين المذكورتين – في المجمع و في العلل – كلتاهما ضعيفتا السند و لا يمكن ترجيح إحداهما بالطريقة المذكورة و ليست المذكورة في العلل معتبرة حتى يقال أنه يتعين الأخذ بها ، فالمسألة مبتنية على نتيجة أبحاث المحقق الباحث فيرجح كلٌ الروایةَ التي يراها موافقة لما توصل إليه من نتائج في أبحاثه و يُرجع علم الأخرى إلى أهله … 

و من جهة أخرى ليست المسألة حكماً شرعياً يحتاج إلى رواية معتبرة حيث أن الفقيه لا يتمكن من إسناد حكم شرعي إلى الله تعالى إلا إذا قام لديه دليل معتبر يتمكن من التمسك به و يكون حجة بينه و بين ربه تعالى ،  و أما القضايا و القصص التاريخية التي لا  ترتبط بحكم شرعي لعمل المكلفين فلا داعي لمراجعة أسناد الروايات ، و في المقابل : المسائل الإعتقادية لا يكفي فيها ورود رواية معتبرة ما لم تكتنف بما يوجب العلم و القطع .. و مسألة زواج أبناء و بنات آدم قصة تاريخية و إن كانت مبتنية على حكم شرعي إلا أنها بالنسبة لنا قصة تاريخية من الممكن أن نستنتج هذا القول فيها أو ذاك … 

أضف إلى ذلك أن الشيخ الطبرسي لم يكن بصدد إثبات أنه كان الزواج بين الإخوة و الأخوات آنذاك محللاً ،  بل ظاهر ذيل كلامه أنه يريد بيان الامتحان الذي امتُحن به کلٌ من هابيل و قابيل ابني آدم عليه السلام و تقديمهما للقربان الذي تُقُبِّل من أحدهما و لم يُتَقَبَّل  من الآخر  فذكر الرواية المشتملة على هذا الامتحان و هي – أي الرواية – تذكر قصة ذلك الابتلاء و القربان المقبول و المردود ،  و من الممكن أن تكون رواية ما مقبولة في جانب من الجوانب و مردوداً علمُها إلى أهله في جانب آخر و كم له من نظير حتى في الأبحاث الفقهية كما لا يخفى على من له إلمام بالفقه الاستدلالي ..

 

أيوب الجعفري