السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

مأجورين مثابين 

شيخنا العزيز 

سؤال كثير ما يشكلون علينا 

إذا الإمامة اصل من الأصول لماذا لم يذكر في القرآن الكريم ايه صريحة 

شكرآ لكم و الله يحفظكم

عفوا 

و دائمآ يقولون الأصول تذكر في القرآن الكريم و بعدها تفصل

______________________________________

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته و عظم الله أجوركم .. 

جميع الأصول مذكورة في القرآن الكريم و لكن ليس هناك آية تقول أن النبوة أصل من أصول الدين و أن المعاد أصل من أصول الدين و.. فهذا التعبير غير موجود في القرآن ،  بل القرآن يذكر ما يجب الايمان به و كذا ما يجب العمل أو التخلق به ،  و قد ورد في القرآن الكريم التوحيد و العدل و النبوة و المعاد ،  كما ورد فيه أن هناك من هو معصوم – كما أشرت في الجواب عن بعض الأسئلة – و من هو وارث الكتاب ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )  فمن هو وارث تمام الكتاب أي وارث علمه ومعارفه فهو عِدل القرآن ، و عِدل القرآن هو الامام لا غيره ، كما أن الاصطفاء هو انتخاب الصافي و الصافي في الرؤية الإلهية و في نظر الله تعالى هو الصافي حقيقةً ، و ليس الصافي في نظر الله إلا المعصوم و إلا لما كان صافياً لأنه جل و علا يعلم السر وأخفى فيعلم صفاء القلب التام من عدمه فإذا قال أن فلاناً صافٍ و قد انتخبته ( الذين اصطفينا) فهو معصوم لا محالة و مع وجود المعصوم يكون هو الامام وإذا كان إماماً كانت إمامته أصلاً من أصول الدين لأن الإمامة تحل محل النبوة كما سنشير .. 

     مضافاً إلى ما أشرت في بعض الأجوبة من أن أولي الأمر تجب طاعتهم ، و واجب الطاعة الذي جعلت طاعته قرين طاعة الله تعالى و طاعة الرسول يلزم أن يكون ولياً و إماماً على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و من يقوم مقام النبي بعد ارتحاله فإمامته أصل من أصول الدين لأن النبوة أصل فما يقوم مقامها يلزم أن يكون أصلاً أيضاً و إلا لما قام مقامها بتمام ما للكلمة من معنى لأننا أشرنا في ذلك الجواب أن الآية تدل على العصمة من جانبين و بتقريبين و المعصوم هو الامام دون غيره و هو منصوب إلهي لأن الامامة لا تكون إلا بجعلٍ من الله تعالى كما في آيات الامامة ( و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا … ،  و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا … ، إني جاعلك للناس إماماً)  

    أضف إلى ذلك قوله تعالى : ” إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ” ففي مسند أحمد ج ١ ص ١٢٦ و مجمع الزوائد للهيثمي ج ٧ ص ٤١  و..  : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المنذر و الهاد رجل من بني هاشم ،  و في  المستدرك للحاكم النيسابوري ج ٣ ص ١٣٠ : قال علي : رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر و أنا الهادي ،  ثم يعلق النيسابوري عليه بقوله :  هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . و في نظم دررالسمطين للشيخ محمد الزرندي الحنفي ص٩٠ : قال ابن عباس رض : لما نزلت إنما أنت منذر قال النبي ص أنا المنذر و علي الهادي و بك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ، و روايات أخرى من طرق أهل السنة .. 

هذا مضافاً إلى أننا مأمورون بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في آيات متعددة و علي نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسب آية المباهلة باتفاق الفريقين فإذا وجب الايمان بالنبي وجب الايمان بمن هو نفسه صلى الله عليه و آله و سلم .  

  و آية التبليغ و إكمال الدين خير دليل على كون الامامة أصلا من أصول الدين و إلا لما كان عدم تبليغه مساوياً لعدم تبليغ أصل الرسالة ،  و لما كان تبليغه سبباً لإكمال الدين و إتمام النعمة و … و ما جرى بعد ذلك من بيعة جميع المؤمنين لعلي عليه السلام و قول الخليفتين له عليه السلام : ” بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة  ” و قول عمر : ” طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة ” – خير دليل على إمامته عليه السلام ، و في حديث الغدير  شواهد كثيرة تدل على تنصيب علي عليه السلام للإمامة … 

    فلا داعي لذكر أن التوحيد أو النبوة  أو .. أصل من أصول الدين بل المهم أن يذكر القرآن أن هذا نبي و يجب الايمان به فإذا كان نبياً و وجب الايمان به كانت نبوته من الأصول ،  و كذا في الطاعة المطلقة الدالة على العصمة كما بيّنّا و … 

  و أضف إلى كل ذلك أن الدليل الشرعي لا ينحصر بالقرآن الكريم بل السنة المباركة أيضاً دليل شرعي و هناك العشرات بل المئات من الروايات التي تدل على إمامة علي و أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ” علي ولي كل مؤمن و مؤمنة ” و ” علي إمام كل مؤمن و مؤمنة “  و ” علي إمام كل مؤمن بعدي ” و قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : ” أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن مؤمنة بعدي ” و قال بعد انصرافه من حجة الوداع : ” من أراد منكم النجاة بعدي و السلامة من الفتن المردية فليتمسك بعلي بن أبي طالب عليه السلام فإنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و هو إمام كل مسلم بعدي ” و عشرات الروايات بهذا المضمون ،  فعلي إمام بعد رسول الله ،  و علي واجب الطاعة بعده صلى الله عليه وآله وسلم ،  و يجب التمسك به ،  كما قال في الحسنين عليهما السلام : الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا ،  و عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : لما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ” قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله، فمن أولوا  الأمر منكم الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام: خلفائي وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالتوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ثم الصادق  جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمي وكني حجة الله في أرضه ونفسه ( و في نسخة:  بقيته) في عباده ابن الحسن بن علي، ذلك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يده مشارق الأرض ومغاربها ذلك ، الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان … 

   و هذا كافٍ لنا سواء سميتموه أصلاً من أصول الدين أم لم تسموه …

دعواتكم ..