بسم الله الرحمن الرحيم

وردني سؤال من بعض الإخوة قد وجهه إليه أحد مشايخ أهل السنة ،  مفاده أن الإمامة هل هي من الأصول الإجبارية التي يلزم الاعتقاد بها ؟ فإذا كانت من الأصول الإجبارية في الدين لزم الإيمان بها و لازم ذلك أن يكون الناس كفاراً و من جملتهم الخلفاء و … 

الجواب : 

إذا أنكر شخص ضرورياً من ضروريات الدين مع العلم بكونه ضرورياً فهو كافر لا محالة و إن كان ذلك الضروري من فروع الدين لا من أصوله بل و إن كان من المستحبات أو المكروهات لا من الواجبات أو المحرمات ، إلا أنه إذا كان الأمر من النظريات لا الضروريات بمعنى البديهيات فإن كان الإنكار لأجل عدم قيام الدليل التام لديه و عدم دلالة الدليل على المدَّعى لم يوجب ذلك الخروج عن الدين ،  فمثلاً نحن نعتقد بالرجعة و لكن الرجعة ليست من بديهيات الدين بل هي من النظريات التي تحتاج إلى إقامة برهان و دليل فإن لم يتمكن أحد من إقامة البرهان عليه أو أن البرهان الذي يقيمه الآخرون لا يقنعه ، لم يخرج من الدين بمجرد عدم القبول بالرجعة و لكن إذا قام الدليل عليها و علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء بها و مع ذلك أنكر ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مرتداً خارجاً عن الملة بلا تردد .. 

 و مسألة الإمامة أيضاً من هذا القبيل نحن نعتقد بأنه من الأصول النظرية التي تحتاج إلى إقامة برهان قاطع  فمن لم يقم لديه البرهان فلم يعتقد بها لأجل ذلك لم يخرج عن الملة و أما إذا علم بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جاء بها و مع ذلك أنكرها فهو كافر بلا ريب و لكن الشأن كل الشأن أن إخواننا من أهل السنة لا يرون قيام الدليل القاطع على الإمامة – و إن كان قاطعاً لا ريب فيه من وجهة نظرنا – فهم يرون تفسيراً آخر للولاية الواردة في حديث الغدير و أن الروايات التي يرويها الفريقان في حق أمير المؤمنين عليه السلام ليست بصدد بيان الإمامة بل هي في مقام بيان فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، و لذا لو أنكر أحد إمامته عليه السلام لأجل هذه الشبهة لم يخرج عن أصل الإسلام كما لا يخرج المنكر للرجعة لأجل الشبهة أو عدم تمامية الدليل لديه عن أصل الإسلام ،  ولأجل ذلك يعتقد كثير من علمائنا أن الإمامة من أصول المذهب لا الدين فلو أنكرها أحد خرج عن المذهب لا الدين .. 

موفقين لكل خير