سؤال : 

شيخنا العزيز…السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته:

استمعت الى بعض العلماء وفقهم الله وهو يذكر بعض البراهين الدالة على وجود الله تعالى وتوحيده ومنها  ( البرهان اﻹني )… فما المقصود به ولماذا سمي بهذا اﻹسم .

______________________________________

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

في مقام الاستدلال قد ننتقل من العلم بالمعلول إلى العلم بالعلة ، و بتعبير آخر قد نستدل بوجود الأثر على وجود المؤثر  كالاستدلال بوجود النهار على وجود و طلوع الشمس فوجود و طلوع الشمس علة لوجود النهار و لكن إذا لم نشاهد الشمس و لكن رأينا أن النهار متحقق ننتقل بذلك إلى العلم بوجود الشمس ،  و هذا ما يسمى بالبرهان الإني ،  و الإنية تعني الوجود ( يقول الفلاسفة أن الواجب تعالى ماهيته إنيته ، و يقصدون أن الواجب تعالى ليس له ماهية لأن الماهية تعني حدود الوجود و الله تعالى موجود غير متناهٍ فليس له حد و بالنتيجة لا ماهية له ، فإذا وصفنا واجب تعالى بالماهية فنقصد منها الإنية أي الوجود و هو مصطلح آخر للماهية و لا نعني الماهية بمعنى حدود الوجود )  

فإذا أثبتنا وجود الله تعالى عن طريق المخلوقات كان البرهان إنياً.. 

و للبرهان الإني قسم آخر و هو الانتقال من العلم بأحد اللازمين إلى العلم باللازم الآخر كالإنتقال من العلم بالأربعة إلى العلم بالزوجية فإذا علمنا أن ما عندنا أربعة أقلام مثلاً علمنا بأن عدد الأقلام زوجي و ليس فردياً … 

إذن قد ننتقل من العلم بالمعلول إلى العلم بالعلة أو من العلم باللازم الى العلم باللازم الآخر و هو البرهان الإني ، و قد ينعكس الأمر فننتقل من العلم بالعلة إلى العلم بالمعلول و هو المسمى بالبرهان اللِمّي  و هو مأخوذ من ” لِمَ ” الذي يستَعمل للسؤال عن علة الشيء ،  فالاستدلال بوجود الشمس على وجود النهار ( الشمس طالعة فالنهار موجود)  برهان لمي ، و الاستدلال بوجود الخالق على وجود المخلوق برهان لمي ،  فمن المعلوم أن سبب وجود المخلوقات هو وجود الخالق فيلزم أن نثبت وجود المعلول عن طريق الخالق لا العكس ( ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهر لك) … 

هذا خلاصة ما يمكن أن يقال في تفسير البرهان الإني و اللمي ..  و تفسيره الأدق يحتاج إلى ذكر مصطلحات منطقية و شرحها و لكن يعود معناه إلى ما ذكرنا …