كيف نجمع بين روايات تكذيب رؤية صاحب الأمر عج و ثبوتها لكثير من المؤمنين الخلص؟ و لماذا خُصّت المشاهدة بالبعض؟
سلام عليكم شيخنا
تقبل الله اعمالكم إن شاء الله
كيف يحدث هذا؟
البعض يقول .. ان العالم الفلاني راى المعصوم الفلاني في المنام ودار الحديث معه
وبعضهم .. راوا صاحب الزمان عج ف المنام
وتوجد روايات تؤكد على الكذب من يدعي برؤيته عج… ولكن بعض كبار علماؤنا اظن بانهم كتبوا عن بعض هذه القصص
واذا كذب.. كيف حدث مقام صاحب ابو رمانة الذي مكتوب عنه انه راى صاحب الزمان عج؟
واذا كذب .. ماذا عن الصلاة في مسجد السهلة 40 فجرا (اظن) .. سنرى صاحب الزمان!!
وهل صاحب الزمان مخلوق فقط للمؤمنين الخلص؟
بعض الاحيان نحن الناس العاديين هكذا ..
اذا نرى طفلا صغيرا يبكي ووو ..سنلبي طلبه على الفور … حتى وان كان مشاكس وان بكاؤه كذب .. ولكن سنلبي طلبه
وهل نستطيع ان نقول ان صاحب الزمان عج قلبه قوي ولا يتاثر ببكائنا لرؤيته ؟
والعياذ بالله .. هل انه متكبر ..طبعا الجواب لا…ولكن .. قد يقول الكفار هكذا عنا…
وهل نستطيع ان نقول .. اصحاب المقامات فقط يستطيعون ان يروا صاحب الزمان؟
او بالاحرى ..يعني نحن بلا فائدة في هذه الدنيا … فقط ناكل ونشرب ونقوم ببعض الواجبات والسلام …
وصاحب الزمان فقط للناس المقامات …؟
____________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الروايات التي تؤكد على كذب مدعي المشاهدة واردة في مقام نفي السفارة و النيابة الخاصة – و هو المستفاد من توقيع صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف لسفيره الأخير علي بن محمد السمري حيث ينهى فيه عن الوصية إلى شخص آخر و يقول بأنه من ادعى المشاهدة بعد ذلك فهو كذاب مفتر و يستفاد منه أن المنفيَّ هو المشاهدة بادعاء السفارة – و أما المشاهدة من دون ادعاء السفارة و النيابة الخاصة فقابلة للتحقق و لكن حسب المصلحة لا مطلقاً و إلا لما كان للغيبة وجه ، و وجود صاحب الأمر عليه السلام بركة لجميع عالم الإمكان و ليس لمن يراه فقط فهو مع سائر أهل البيت عليهم السلام غاية الخلق و لولاهم لما رُزق الورى و لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها – و هو مستفاد من القرآن أيضاً و لكن يحتاج إلى توضيح و بيان – فليس وجوده للخُلّص و الکُمّل من الناس و ليست المشاهدة هي حكمة وجوده حتى يقال بأنه عليه السلام لأصحاب المقامات كما أننا لم نُخلَق للمشاهدة بل للوصول إلى الكمال بالعمل بالقرآن و باتباع أهل البيت عليهم السلام .. فلو كان الهدف هو المشاهدة لكان لكلامكم وجه و لكن الهدف هو القرب العبودي إلى الله تعالى ، نعم مشاهدة أهل البيت عليهم السلام بركة و فخر للإنسان و لكن ليس هو الهدف من الخلق ليكون عدم المشاهدة علامة لعبثية وجودنا ، مضافاً إلى أنه ليس كل من شاهد المعصوم إنساناً كاملاً فكثير من المشركين رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم و أمير المؤمنين كما أن كثيراً من النواصب شاهدوا الأئمة عليهم السلام فلم يزدهم ذلك مقاماً و فخراً و ..
بوركتم ..