سؤال… شيخنا العزيز :
هل الخضر اعلم من النبي موسى ع؟ ام فقط في هذه الجزئية فقط؟
ما الحكمة في اتباع موسى للخضر؟ هل لاعطائه درس في التواضع و ان فوق كل ذي علم عليم؟
هل هناك أي ارتباط بين هذه القصة و الإمام الحجة؟
و هل هذا ينافي العصمة ؟
_____________________________________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
* الخضر عليه السلام كان يعلم العلوم الباطنية و لكن موسى عليه قد أوتي علم الشريعة و لا ضرورة في الجمع بين العلمين لجميع الأنبياء فإن للعلم مراتب كثيرة و العلم الموحى من قبل الله تعالى علم مطابق للواقع و لا يمكن أن يكون فيه خطأ و ما يخالف الواقع ، و هذه – أي مطابقة العلم للواقع – هي العصمة العلمية ، و بعبارة أخرى العلم من مقولة و العصمة من مقولة أخرى ، لأن العلم هو انكشاف الواقع للعالم و العصمة تعني صيانة العالم أو العامل إلا أن هذه الصيانة و العصمة قد تتعلق بالعلم و قد تتعلق بالعمل ، و إذا تعلقت بالعلم فهي متعلقة به بالمرتبة الموجودة لدى العالم لا بجميع مراتب العلم إذ لا يوجد من هو واجد لجميع مراتب العلم غير الله تعالى و هذا لا يعني أن فاقد المرتبة العليا غير معصوم فالعلم بالذات الربوبية جلت آلاؤه مختص بالله تعالى و لا مطمع و لا مطمح لأحد في ذلك و مع ذلك هناك من عصمه الله تعالى في العلم و العمل أو في العمل خاصة فهو معصوم و لكنه ليس بعالم بجميع مراتب العلم …
و موسى عليه السلام كان عالماً بالعلوم المتعلقة بظاهر العالم و بالشريعة الإلهية و هذا ما يصحح أن يكون من أولي العزم من الرسل و لكن الخضر عليه السلام كان عالماً بباطن أمور العالم و لهذا لم يكن الخضر قادراً على تحمل ما كان يتحمله موسى من علم الشريعة و لأجل ذلك أصبح موسى من أولي العزم دون الخضر ، كما أن موسى لم يكن يتحمل ما كان يتحمله الخضر و لهذا قال له : ” إنك لن تستطيع معي صبراً ” فنفى استطاعة موسى على الصبر معه ب ” لن ” المفيدة للتأبيد ..
و الحكمة في ذلك أن لا يدخل العجبُ بالنفس في قلب الإنسان و نفسه ، و هذا ما کاد يحدث لموسى عليه السلام حيث حدثته نفسه : ” هل لله خلق أعلم مني ” فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك فأمره بأن يذهب إلى ساحل البحر ليجد عبداً من عباد الله قد علمه الله من علمه اللدني فيتعلم منه ما لم يعلم فعرف موسى أنه إنما اُمر بذلك لما حدثته به نفسه …
و بطبيعة الحال النبي الخاتم و أهل بيته و منهم صاحب الأمر صلوات الله عليهم أجمعين باعتبارهم أكمل الخلق على الإطلاق فلا يمكن أن يكون الخضر عليه السلام و أمثاله يعلمون شيئاً لا يعلمه أهل بيت النبوة الختمية و لهذا نقول أنهم عليهم السلام معصومون بالعصمة الكبرى في العلم و المعرفة و العمل و الأخلاق و هذا ما دلت عليه آية التطهير بحصر هذه الدرجة من الطهارة و العصمة في أهل بيت النبوة ..
موفقين لكل خير