سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سماحة الشيخ 

هل ممكن القول ان النبي ابراهيم اطاع الله طاعة عمياء قبال انه امر بذبح ولده؟  التسليم لامر الله يختلف عن الطاعة العمياء..  هل ممكن توضيح

___________________________________________________

الجواب :

: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

الطاعة العمياء هي طاعة من لا علم لي بعلمه و حكمته و مع ذلك لا علم لي بصحة ما يأمر به أو ينهى عنه في خصوص مورد الأمر و النهي ،  و أما إبراهيم عليه السلام فقد بلغ درجة التسليم المحض ” فلما أسلما و تله للجبين  ..  ” لله تعالى ، و كان يعلم بأن الله جل و علا هو الخالق أولاً ، و هو المشرِّع ثانياً ،  و هو العالم بكل شيء و بجميع خفايا عالم الوجود ثالثاً ،  و هو الحكيم على الإطلاق رابعاً ،  و قد خلق الخلق لحكمة أو حِکَمٍ يعلمها هو خامساً ،  كما أنه شرّع الشرائع وفقاً لحِکَمٍ و مصالح و مفاسد واقعية سادساً ،  و لا  يريد لعباده إلا الخير و السعادة بل قد خلقهم رحمةً منه سابعاً و قد جعل و وضع أحكامه وفقاً لتلك المصالح و الحكم و لأجل إيصال خلقه إلى السعادة و الكمال ثامناً  و ..  فطاعة إله بهذه الصفات يكون عين الحكمة و المصلحة للمطيع ،  و التسليم لهذا الإله كمال و سعادة للمسلّم له سواء كانت الطاعة و التسليم في أوامره تعالى العبادية أو في أمره بذبح الإبن فإبراهيم عليه السلام كان يعلم أنه لم يأمره بذلك إلا لحكمة و مصلحة عليا فوق مصلحة الحفاظ على ابنه سواء علم تلك المصلحة و الحكمة أم لم يعلمها ..  فطاعته طاعة إنسان بصير و ليست طاعة عمياء من إنسان أعمى ..

                                  أيوب الجعفري