لدي سؤال عن تسمية النبي محمد بأنه كان أمي بحيث لا يعرف الكتابة ولا القراءة؟ هل لانه لا يعرف الكتابة والقراءة ليكون كما الناس العاديين انذاك ثم وصل الى ان وصل او انه غير ذاك كان يعرف الكتابة وو؟ ام هي نظريات وآراء نقبلها جميعها؟
____________________________________
ورد لفظ الأمي بمعان متعددة منها من لا يقرأ و لا يكتب و منها من يقرأ و لا يكتب و منها أنه صلى الله عليه وآله وسلم من أم القرى و هي مكة ( كما كان يطلق الأمي على غير أهل الكتاب) و هناك روايات تدل على أنه صلوات الله عليه و آله كان يقرأ و لا يكتب فيمكن تفسير الأمي بالنسبة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بمعنيين الأول من كان من أم القرى كما قال تعالى ” لتنذر أم القرى و من حولها “ و الثاني من يقرأ و لا يكتب كما قال تعالى : ” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم … ” ..
و إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمياً لا يكتب لم يكن ذلك بمعنى أن النبي كان – و على حدّ تعبيركم – إنساناً عادياً كسائر الناس بل لأُمّیّته حكمةٌ مهمة و هي أنه لو لم يكن أمياً لكان للإشكال في نبوته مجال واسع عند المشركين و لكانوا يقولون أنه كان فصيحاً بليغاً فهو من كتب القرآن بنفسه و ادعى أنه من الله تعالى و أن ملك الوحي ينزل عليه ، و أما إذا كان أمياً و مع ذلك جاء بكتاب في قمة البلاغة و الفصاحة فلا يتمكن أحد من الإشكال في سماويته و كون الدعوة الختمية إلهية و أن القرآن الكريم من الله تعالى ، و هذا ما نبّه عليه قوله تعالى : ” ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون ” فبيّن أولاً أنه صلوات الله عليه و آله لم يكن يكتب كتاباً و لا يخطه بيمينه ، و أوضح ثانياً أن عدم الكتابة كان قبل النبوة و أما بعدها فلا تدل الآية على أنه لم يكن يكتب لأنه قال ” من قبله ” بل قد يستشم منها أنه كان يكتب و يقرأ ، و ثالثاً أنه لو كان يكتب من قبل لارتاب المبطلون .. و لهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عظيم المنزلة قبل البعثة أيضاً فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام عنه صلوات الله عليه و آله قبل بعثته : ” و لقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره .. ” فإذن الأمية كانت للحكمة المذكورة لا لأجل أنه كان كسائر الناس إنساناً عادياً على حد تعبيركم ..
أيوب الجعفري