هل المعراج جسماني أم  روحاني بحت،  و كذلك بالنسبة لخروجه يرى عليه السلام؟وماذا عن  النبي عيسى عليه السلام ؟ 

هذا خلاصة سؤال وردني في ملف صوتي ،  و أجبت باختصار : 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

كان المعراج جسمانياً و المعراج الجسماني لا يخلو من المعراج الروحاني لأن حقيقة الإنسان بروحه لا بجسمه فعروج الجسم بلا روح لا أثر له كما لا يترتب عليه فضل و لا تتحقق به زيادة معرفة بالله تعالى و بآيات الله الكبرى التي أراه الله إياها ليلة المعراج … 

   و أما المعراج الروحاني فهو متحقق دائماً للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم و كذلك للأئمة عليهم السلام و لا سيما حالة الصلاة التي هي معراج المؤمن ،  و النبي و أهل البيت عليهم السلام أكمل المؤمنين على الإطلاق فلا محالة تكون الصلاة معراجاً لهم فيعرجون بأرواحهم الطاهرة إلى عالم الملكوت و يشاهدون ما لا يشاهده غيرهم   

و أما النبي عيسى عليه السلام فإن كان المقصود ما حدث له في آخر أمره من رفعه إلى السماء فالمستفاد من الآية الشريفة هو أن الله تعالى رفعه إليه بروحه و جسمه .. و لهذا سينزل بعد ظهور صاحب الأمر عليه السلام و عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى الأرض و سيصلي خلفه عليهما السلام 

                               أيوب الجعفري 

 

___________________________________

 سلام عليكم شيخنا .. احسنتم

ولكن العروج بالجسم لايكون من الممتنعات من مثيل اجتماع نقيضين

فان العروج بالجسم يحتاج الى اكسجين و ويحترق الجسم باختراقه للغلاف الجوي … 

فما رايكم الشريف

___________________________________

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

اجتماع النقيضين يعني أن يكون شيء واحد في آن واحد موجوداً و معدوماً ، و سائر المستحيلات – كاجتماع الضدين و الدور و التسلسل و … –  أيضاً راجعة إلى هذا المستحيل ،  و العروج بالجسم إلى السماء ليس من قبيل اجتماع النقيضين أو الضدين أو الدور و التسلسل أو سائر المستحيلات ، فالله قد جعل الأكسجين وسيلة للتنفس و يتمكن من أن يجعل الإنسان حياً بلا أكسجين و لا يستلزم منه اجتماع النقيضين كما بقي النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت حياً بلا أكسجين مدة طويلة أو بقي النبي إبراهيم عليه السلام في النار من دون أن يحترق ، فالله تعالى هو مسبب الأسباب و يتمكن من سلب السببية عن سبب ما ، فيسلب الإحراق من النار و يسلب القطع من السكين فلا يقطع شيئاً كما لم يقطع رأس إسماعيل عليه السلام ، و يسلب الإشباع من الطعام فمعاوية كان يأكل الطعام و لا يشبع و …  و أمثال ذلك كثير جداً ،  كما أنه يمكن أن يخلق الله تعالى الأكسجين للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في طريقه إلى السماء السابعة و ما فوقها