شيخنا ،قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَ الْكَعْبَيْنِ} [المائدة:6]. لمذا نحن نغسل إيدينا من المرافق

______________________________________

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الآية في مقام بيان حدّ اليد فعندما يقال إغسل يدك ، يفهم الناس غسل الكفين فأراد القرآن أن يبيّن أن اليد التي يجب أن تُغْسَل في الوضوء إلى المرفق لا إلى الرسغ ،  و بعبارة أخرى قوله تعالى: ” إلى المرافق ” غاية للمغسول لا للغَسل ، و أما وجوب ابتداء الغَسل من المرافق فهو مستفاد من الروايات المعتبرة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ،  فالآية تبيّن محل الغَسل في اليدين و الروايات تبيِّن كيفية الغَسل .. و الشاهد على ذلك قوله تعالى في مسح الرجلين : ” و امسحوا برءوسكم و أرجلكم إلى الكعبين ” فقوله إلى الكعبين غاية للممسوح لا للمسح و لهذا يجوز المسح من رؤوس الأصابع إلى الكعبين كما يجوز المسح من الكعبين إلى رؤوس الأصابع و ذلك لأجل أن الروايات دلت في غسل اليد على ضرورة ابتداء الغسل من المرافق فنقيِّد بها اطلاق الآية لأن الآية تدل على ضرورة غسل اليدين بالحد المذكور سواء كان ابتداء الغَسل من رؤوس الأصابع إلى المرافق أم من المرافق إلى رؤوس الأصابع و لكن الروايات قيّدت هذا الإطلاق فيجب الغسل ابتداءً من المرافق و انتهاءً برؤوس الأصابع و أما في مسح الأرجل فلم يرد في الروايات تقیید المسح بكيفية خاصة بل قد ورد جواز المسح مقبلاً و مدبراً و بناء على ذلك يجوز المسح من رؤوس الأصابع إلى الكعبين و كذا من الكعبين إلى رؤوس الأصابع عملاً بإطلاق الآية لأنها لا تريد بيان أنه يجب ابتداء المسح من رؤوس الأصابع إلى الكعبين بل تريد بيان موضع المسح و ما يجب أن يُمسح من الرجلين ، مضافاً إلى تصريح بعض الروايات المعتبرة بجواز المسح مدبراً كما أشرنا  ..